كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب (اسم الجزء: 2)

رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَجْوَدُ قُرَيْشٍ كَفًّا، وَأَوْصَلُهَا [رَحِمًا [١]] . وَرَوَى ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الثِّقَةِ- أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَمْ يَمُرَّ بِعُمَرَ وَلا بِعُثْمَانَ وَهُمَا رَاكِبَانِ إِلا نَزَلا حَتَّى يَجُوزَ الْعَبَّاسُ إِجْلالا لَهُ، وَيَقُولانِ: عَمُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَرَوَى ابْنُ الْعَبَّاسِ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ إِذَا قَحَطَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ.
قَالَ أبو عمر: وكان سبب ذَلِكَ أن الأرض أجدبت إجدابا شديدا على عهد عمر زمن الرمادة، سنة سبع عشرة، فَقَالَ كعب: يا أمير المؤمنين، إن بني إسرائيل كانوا إذا أصابهم مثل هذا استسقوا بعصبة الأنبياء، فَقَالَ عمر: هذا عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصنو أبيه، وسيد بني هاشم، فمشى إليه عمر، وشكا إليه ما فيه الناس [من القحط [٢]] ، ثم صعد المنبر ومعه العباس، فَقَالَ:
اللَّهمّ إنا قد توجهنا إليك بعم نبينا وصنو أبيه، فاسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين، ثم قَالَ عمر: يا أبا الفضل، قم فادع. فقام العباس. فَقَالَ بعد حمد الله تعالى والثناء عليه: اللَّهمّ إن عندك سحابا، وعندك ماء، فانشر السحاب، ثم أنزل الماء منه علينا، فاشدد به الأصل، وأدر به الضرع، اللَّهمّ إنك لم تنزل بلاء إلا بذنب، ولم تكشفه [٣] إلا بتوبة، وقد توجه القوم إليك، فاسقنا الغيث، اللَّهمّ شفعنا في أنفسنا وأهلينا، اللَّهمّ إنا شفعنا بمن [٤] لا ينطق من بهائمنا وأنعامنا، اللَّهمّ
---------------
[١] ليس في س.
[٢] ليس في س.
[٣] في ى: ولم تكشف.
[٤] في س: عمن.

الصفحة 814