كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب (اسم الجزء: 2)

اسقنا سقيا وادعا نافعا، طبقا سحا عاما، اللَّهمّ إنا لا نرجو إلا إياك، ولا ندعو غيرك، ولا نرغب إلا إليك، اللَّهمّ إليك نشكو جوع كل جائع، وعرى كل عار، وخوف كل خائف، وضعف كل ضعيف ... في دعاء كثير. وهذه الألفاظ كلها لم تجيء في حديث واحد، ولكنها جاءت في أحاديث جمعتها واختصرتها، ولم أخالف شيئا منها. وفى بعضها: فسقوا والحمد الله. وفي بعضها قال: فأرخت السماء عز اليها، فجاءت بأمثال الجبال، حتى استوت الحفر بالآكام، وأخصبت الأرض، وعاش الناس.
قَالَ أبو عمر: هذا والله الوسيلة إلى الله عز وجل والمكان منه.
وَقَالَ حسان بن ثابت في ذلك [١] :
سأل الإمام وقد تتابع جدبنا [٢] ... فسقى الغمام بغرة العباس
عم النبي وصنو والده الذي ... ورث النبي بذاك دون الناس
أحيا الإله به البلاد فأصبحت ... مخضرة الأجناب بعد الياس
وقال الفضل بن عباس بن عتبة بن أبى لهب:
بعمي سقى الله الحجاز وأهله ... عشية يستسقي بشيبته عمر
توجّه بالعباس في الجدب راغبا ... فما كر حتى جاء بالديمة المطر
وروينا من وجوه، عن عمر- أنه خرج يستسقى، وخرج معه بالعباس، فَقَالَ: اللَّهمّ أنا نتقرب إليك بعم نبيك ونستشفع به، فاحفظ فيه نبيك كما حفظت الغلامين لصلاح أبيهما، وأتيناك مستغفرين ومستشفعين. ثم أقبل
---------------
[١] ليست هذه الأبيات في الديوان الّذي بأيدينا.
[٢] في س: جهدنا.
(م ٢٦- الاستيعاب- ثان)

الصفحة 815