كتاب طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد

عليه، والغرور بالدّين خلافاً للدّين، فالمسلمون يقابلون تلك القوات بما يُقال عند اليأس وهو: {حسْبُنا الله ونِعْمَ الوكيل}، ويخالفون أمر القرآن لهم بأن يُعِدّوا ما استطاعوا من قوَّة، لا ما استطاعوا من صلاةٍ وصوم.
وكأني بسائلكم يقول: هل بعد اجتماع هذه القوات في الغرب واستيلائه على أكثر الشَّرق من سبيل لنجاة البقية؟ فأجيب قاطعاً غير متردِّد: إنَّ الأمر مقدور ولعلَّه ميسور. ورأس الحكمة فيه كسر قيود الاستبداد. وأنْ يكتب الناشئون على جباههم عشر كلمات، وهي:
1 - ديني ما أُظهر وما أُخفي.
2 - أكون؛ حيثُ يكون الحقُّ ولا أبالي.
3 - أنا حرٌّ وسأموت حرّاً.
4 - أنا مستقلٌّ لا أتِّكل على غير نفسي وعقلي.
5 - أنا إنسان الجدّ والاستقبال، لا إنسان الماضي والحكايات.
6 - نفسي ومنفعتي قبل كلِّ شيء.
7 - الحياة كلُّها تعبٌ لذيذ.
8 - الوقت غالٍ عزيز.
9 - الشَّرف في العلم فقط.
10 - أخاف الله لا سواه.
"وأنت أيها الوطن المحبوب: أنت العزيز على النفوس، المقدَّس في

الصفحة 155