كتاب عبد الرحمن حبنكة الميداني العالم المفكر المفسر
المجاهد بنفسه وخُطَبِه التاريخية وعلمه وماله، والرافع لراية الإسلام بعز
وثبات، والمعروف بمواقفه الجريئة الصامدة ضدَّ الاستعمار الإفرنسي،
وضدَ جميع قوى الشز والبغي والإلحاد، وهو في الوقت نفسه عضو
المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي (سماحة الشيخ حسن حَبَنكَة
الشهير بالميداني) غفر الله له، وكتبه عنده في علّيين مع الشهداء والأبرار
والصالحين، وحَسُنَ اولنك رفيقاً.
- لقبه: ترجع عالْلة (حَبَنكَة) في اصولها إلى عرب (بني خالد)
ا لمعروفة من قبائل العرب، وتمتد منازلها إلى بادية (حَماة) من أرض الشام.
- والدته: السيدة الصابرة الورعة التقية المكافحة، رفيقة درب دعوة
زوجها، (نَظْمِية ابنة إبراهيم السودان)، وهي من اسرة ميدانية اصيلة. .
اقترنت بالمغفور له - إن شاء الله - الشيخ حسن وهي لم تتجاوز الثانية عشرة
- كعادة ذلك العصر -وهو في الخامسة عشرة من عمره تقريباً، حيث كان قد
اتخذ طريق العلم الديني. . .
وسكن في بيت والده (الحاج مرزوق) رحمه الله، الذي كفاه مؤونة
زوجه وولده، ليتفزغ لطلب العلم والدعوة والإرشاد.
فكانت نِعْمَ الزوجة الصالحة، إذ كانت له ردءاً داخلياً، ومعيناً،
ومسعفاً، عابدة ذاكرة راضية.
وقد بارك الله لها وبارك عليها، فكانت ودوداً ولوداً، أنجبت له اثني
عشر ولداً؟ سبعةَ ذكور اكبرهم (الشيخ عبد الرحمن)، وخمس إناث
ماتت كبراهن وهي البكر في سن الرضاع. فانكفأت تربي أحسن تربية،
وتخدم في بيتها، وقد علمها الشيخ حسن - زوجها - مبادى القراءة والكتابة
حتى اتقنتها، فجعلَ منها مدزسة في مدرسة صغار الإناث التي انشأها في
12