كتاب عبد الرحمن حبنكة الميداني العالم المفكر المفسر
زمن عزَّت فيه الثقافة والعلم للرجال! فكيف للنساء؟.
وكان اجلُّ ما تميّزت به في كفاحها هو خدمتها للعِلْمِ وطلاَّب
العِلم، في بيتٍ اصبح دارة علمٍ وتوجيه ودعوة ومثابة وفتوى وحل مشاكل
اجتماعية للقاصي والداني!، فكانت لا تفتر أو تملّ عن تقديم الخدمات
وحُسْن الضيافة لكلّ مَنْ يتلقَى علمأعلى يد زوجها الشيخ، أو حتى مَنْ
يزوره، قرابة نصف قرن من الزمان!، بالإضافة إلى خدمة ورعاية زوجها
وأولادها واحفادِها الذين بلغ عددهم حين وفاتها رحمها اللّه مئة وأربعين
ولداً وحفيداً.
وكان لطلاب العلم في مدرسة الشيخ الوالد (التوجيه الإسلامي)
أوفى نصيب من رعايتها وعطفها. . في الإطعام والإكرام والعناية. .
ولاسيما بالنسبة إلى الغرباء منهم، وقد سمعنا من بعض الأئمة والخطباء
في تركية ممن درسوا في مدرسة (التوجيه الإسلامي) الكثير من كرم
الضيافة والرعاية المستمرّة لهم من قِبَل سماحة الشيخ حسن والسيدة
ام عبد الرحمن.
ولم يقتصر الأمر على الطعام والشراب، بل تعدّاهما إلى الكسوة،
إذ كان من عادة الشيخ حسن رحمه الله أن يفرّح طلاب مدرسته (المجانية
الداخلية القائمة على نفقات اهل الخير) بلباس جديد في العيد. . فكان
الشيخ حسن يُفَضلُ ال! بَبُ لطلأبه، وأم عبد الرحمن تخيطها في ليالي
رمضان الأخيرة، والشيخ عبد الرحمن يساعد أمه - باعتباره أكبر أولادها-
في رفيها، ليلبسها الطلاب صبيحة يوم العيد!.
وهكذا كانت رحمها الله أمّأ للجميع حانية راعية، خادمة بصمت
ورضى وتسليم تام. شاكرةً حامدةً دلّه، لا تعرف الشكوى على الرغم
13