كتاب عبد الرحمن حبنكة الميداني العالم المفكر المفسر
نشأته ومسيرته العلمية والدعوية
إذا أخذنا لقَطَاتٍ من قصةِ (الشيخ عبد الرحمن) مع العلْم والذَعوةِ،
وجَدْنَا ائه قدْ نشَا في بيتِ علمٍ ودَعْوَةٍ تُحيطُ به ظروفٌ قلَّما تتيسّر لغيره من
رِجالاَتِ هذا القرن، فهو والعلمُ والدعوةُ بدْءاً من نشأته الأولى، منذ
ما يَنُوفُ عَنْ ستين عامأ توامان لا يفترقان!، وهو يشير إلى ذلك في مقدمة
بعض كتبه، فقد ذكر أنّه:
بعد توفيق الله وعنايته به فإنّ لوالده - الذي كان يعدّه خليفةً له - فضل
تربيته وتأديبهِ وتعلِيمه علُومَ الإسلام، وانتِظامه في لسِلْك طُلأب عُلُومِ
الشريعة الإسلامية في مدرستِه الشرعيه+ الَّتي أسسها ورئى طلابها وعلّمهم
بنفسه حتى اتت أُكُلَها طيبةً مباركة.
وهي مدرسة داخلية مجانيَّة تقومُ على مساعدات جمعية خيرية
سماها الشيخ الوالد سماحة الشيخ حسن حبنكة -غفر الله له - (جمعية
التوجيه الالإسلامي)، ومن ثَمَّ سُميت المدرسة باسْمها (معهد التوجيه
الإسلامي)، تلك المؤلسّسة الجامعة التي كانت ذات نِظامٍ فريدٍ مُتميِّزٍ في
هذا الدصر، يقُومُ فيه التعليم على شكل حلقاتٍ علمية، على طريقة علماء
المسلمين الأقدمين!، وكانت تستقبل طلاب علوم إسلامية وعربية من
تركية وبعض بلدان العالم الإسلامي. . والدّراسةُ فيها دراسة موسُوعِيّة،
وطُلأَبها طُلابُ عِلْمٍ حقيقيون 0. يتعفَمُون ويُعلّمون، فيستفيدُ بعضُهُم مِنْ
بعضٍ، ويتعرضون للانتقاداتِ من قِبَل بعضهم بعضأ. . كما يتلَقَون التعليم
15