كتاب عبد الرحمن حبنكة الميداني العالم المفكر المفسر
والتوجيه والحزْمَ من قبلِ سماحة الشيخ الوالد رحمه الله، ا لأمر الذي جعل
كلَّ واحدِ منهم لا يستطيع انْ يستمز على الخطأ أو التَقصير، او أن يقبل
بالحدِّ الأدْنى مِنَ العِلمِ، فكُل واحدٍ منهم يُحاوِلُ أن يتوضل إلى ما لم
يتوضَلْ إليهِ غيْرُه، ومِنْ ثَئمَ يُفيدُ به غيره.
وكانت الدراسة في هذا المعهد تعتمد على دراسة المادة انطلاقاً من
جذورها، وهكذا يتدزَجون فيها إلى أعلى مُسْتَوياتِها. فمثلاً مادة كمادة
(علم النحو) كانتْ دراستهم فيها تبدأ من رسالة صغيرةٍ معروفةٍ عند النحاة
تُدعى (الآجُزُومية)، ثم ينتقلون إلى شروحها الموسَّعة شيئاً فشيئاً، ثم
ينتقِلُونَ إلى دراسةِ سِلْسِلَةِ (ابن هشام) في النحو: (قطر الندى)، فشرح
(قطر الندى). (فشذور الذهب) فشرحه، ثم ينتقِلُون إلى مستوى (ألفية
ابن مالك وشراحها)، ومن شزاح ألفية ابن مالك (أوضح المسالك) لابن
هشام، و (شرح ابن عقيل)، ثم (شرح الأشموني) وحَوَاشِيه، ثم يتوسعون
بدراسة (مغني الفبيب) لابن هشام، وفي أثناء ذلك كانوا يتوشَعُون في
كتب النحو الكبرى!!.
هذا بالإضافةِ إلى نوع من التربية العَمَلِية في الدعوة التي كانَ سماحة
الشيخ حسن الوالد يكففهم إَعدادها وأداءها، كإعداد الدروس، والخطب
والمواعظ، وإلقائها في المساجد، وكتابة المحاضرات التي يكففهم
إلقاءها أمامه في دروسه العامة، وكان (الشيخ عبد الرحمن) واحداً منهم،
وهم لا يزالون حديئي الأسنان، مما جعلهم يتمرسون بالخطابَةِ والوعْظِ
والتوجيه في مواجهة التاس مع ممارستهم لدروس العلم الجامعة المكثفة
في هذه المؤسسة المباركة. فكانوا يجمعون بين التعفُمِ والتعليم والوعْظ
والتَّوجيه، والحياة المشتركة العاقَة بتقشُفٍ، والمشابِهة للمدرسة ا لمحمدتة
المتوارثة لدى كثير من علماء المسلمين. . الأمر الذي جعل منهم رجال
دَعْوةٍ متمكنين، ذوي خلفيةِ علمية تربوية رفيعةِ ا لمستوى.
16