كتاب عبد الرحمن حبنكة الميداني العالم المفكر المفسر
ماذا يعني العلم والدعوة بالنسبة اليه؟
يعتبر العلم بالعسبة إلى (الشيخ عبد الرحمن) غذاءَ رُوحه، ومَعِين
وجدْانه ينام معه، ويصحو عليه، فهو لا يُرى إلاّ قارئأ أو كاتبأ، متعلّمأ أو
معلمأ، متحدّثأ أو مناقشأ، فإذا كان خارج نطاقِ البحثِ العلميّ الجادّ،
التفتَ إلى الشعر والأدب عامة، وأدَب المجالِسِ خاصَة، فالوقتُ عنده
أثمنُ من أن يُضثعه بتوافِه الأمور، وإئماَ هو أمانة وثروةٌ، يجب ان يستفيدَ
ويُفيدَ منها، وثبراسه في ذلك قول اللّه عزَّ وجلّ: " فَماذَافَرَغْتَ فَأنصت! بم وَإكَ
رَئِك فَاَرغَب" 1 ا لانشراح: 7 - 8).
وقد أكسبه ذلك خُلق الصّبر والداب على العلم والعمل المتواصِ ق،
" فالعِلْم بالتَّعلُم، والحِلمُ بالتحفُم ". الأمر الذي دفعه نحو مطالعات دَميرةٍ
ومُتنوعهْ، زوّدته بثروة علمية غزيرة، وخبرة رفيعة المستوى ومُتنوِّعة
الاتجاهات، جعلتْهُ ينطلق في كتاباتِه ومُحاضراتِه في أجواءٍ ذاتِ أسُس!
عِلميّةٍ معرفيّةٍ راسِخَةٍ واسعةٍ مُتَعدِدَةٍ شاملة، ساعدتْه على التنوع في إبداعِهِ
العِلميّ في مواضيع شتّى، استطاع أن يَخوضَ غِمَارَ بعضِها خوضَ رائدٍ
مُبدِع، جعل الكثيرين يتساءَلُونَ: "أنَّى للشيخ عبد الرحمن هذا البحر
الزاخر من العلوم المتنوعة في مؤلفاته الشرعية وا لأدبية والتاريخية المتعلقة
بالحضارة الإسلامية، والفلسفة والمذاهب الفكرية والغزو الفكري،
بالإضافة إلى عمله أستاذاً في الجامعة، وأحاديثه ا لإذاعية المستمرة ونشاطه
1 الدعوي ومحاضراته وإشرافه بنفسه على تربية ورعاية أفرادِ أُسرتِه!؟ "، فهو
امدرسة خاصة قائمة بذاتها في عِلْمِه ومثهجه. . تأليفأ ومنحى. . ابتكاراً
واستنباطأ، وتحليلاً وربطأ.
21