كتاب عبد الرحمن حبنكة الميداني العالم المفكر المفسر
وقد ساعَدَهُ على ذلك ما حَبَاهُ الله إئاه من مَقْدِرَة تحليلية علميّة
عاليةِ، وحكمةِ وحنكة في تقدير الأمور، وفراسةِ في معرفةِ ما تنطوي عليه
نُفُوسُ البشر وخَباياهم، دون أن ينخاِع بظواهِوِهِمْ، وما حبَاهُ الله إئاه من
بُعد نَظَر وعُمْقِ بصيرة في الأحداثِ والظواهو، والتطورات الاجتماعية
بحثاَ تحليلئاَ كاشِفاَ أسبابَها ودَوافِعهَا وأبعادَها، مقُدماَ الحلولَ النَّاجعَة،
وقايةَ منها، وعِلاجاَ لها، ومُوجِّهاَ نحو العِظة والعِبرة من مُجريَاتِها
ونَتائِجها. وساعدَتْه خلفئته الشرعئةُ بالإضافة إلى تمكُّنه في العلوم العقلية
في المنطق وأصول الفقه وخلفيّته اللّغوية في جميع فُنُونِ الفُغة العربية،
وثقافته المتنوعة ولا سيما في العلوم الإنسانية - ساعدَتْه على جدال
الملحِدِين وكشفِ أباطيلهم ومُغَالطاتهم، والتصدّي لهم رغم كل التطورات
والطروحات في هذا القرن!.
أمّا الدعوة والجهاد الفكري لخدمة الإسلام والرد على أعدائه فَهيَ
هدفُه الذي يعملُ لأجلِه، ويربّي طلأَبه وافراد أُسرتِه عليه. وْيمَوجُ ذلك كُلَّهَ
بعُمْقِ صِلَتِه بالئه عزَّ وجل. واعتقادِهِ الجازِمِ بأنَّه ليس مِنْ عندِه شيءٌ، وأنَّ
كل مايعملُه في سبيل الله، أو يقُولُهُ او يَخُطُه، هو من فيضِ اللّه عليه، ومدَدِه
وتوفيقِه، وأنَّ الله لو أراد ان يمنع عنه مدَدَهُ وفتْحَهُ وتوفيِقه لمَا تمكَّنَ مِنْ
تقديمِ أفي جزءِ يسيرِ ممَّا فتجَ الله به عليه، لذلك فهو يشعر بحاجتِهِ الدَّائِمةِ،
وافتقارِه المُستمِر إلى عطاءِ الله وعَوْنجه، ويُلئُ في الطلب بألآَ يقطعَ اللّهُعنهُ
الفتحَ والمدَد.!!.
وهذا الأمر دفَعَه إلى أنْ يوطِّن نفسَه على جعْل عِلمِه خالِصاَ لوجه
الله تعالى، وحياتِه كلّها تدورُ في فَلَك خدمة دينهِ والدَّعوة إليه، فهو لا يفترُ
عن الكتابةِ، ويُلبّي الكثيو من المؤتمراتِ مثل مؤتمر التَّعليِم الإسلاميّ،
ومُؤتَمر الاقتصَادِ الإسلامي اللَّذينِ عُقِدَا في مكة المكرمة، ومُوتمر الأدب
22