كتاب عبد الرحمن حبنكة الميداني العالم المفكر المفسر
ظاهرها خيراً أم شرّاَ!، مع اعتبار ذلك كلِّه من حِكمةِ الله عز وجل، الّتي
لا تستوعِبُها مدارِكُنا القاصرة. . ويضرب على ذلك مثلاً بقصَّة (يوسُف)
عليه السلام، وكيف كان الجمث ائَذي ألقاهُ أخوتُه فيه طريقأ إلى المقامِ
الزفيعِ ائذي قضاهُ الله لهُ في مصر.
ثالثاَ: تأكيدُهُ الدائم وتأصِيلُهُ على أن الغايَةَ من خلقِ الإنسانِ هي
(الابتلاء) والامتحانُ في ظروف هذ 5 الحياة الدنيا، وأنّ الجزاء على عملِهِ
هو في اليوم الآخر، وتأصِيلُ هذا المعنى الاعتقادفي يُولّدُ معاني ومشاعِر
ثرَّةَ تطمَئِنَّ إليها الئفْسُ البشريَّةُ متى أدركتْ حِكمةَ الابتلاءِ بالخير والشر في
الدنيا، والجزاء في الاَخرة.
رابعاَ: التأكيدُ على الإخلاص دثه في الأعمالِ كُفَها، والئية الصادقة
الصافية، ولا سيما ما كان منها في طريق الدَعوةِ والجهاد في سبيلِ اللّهِ.
مبيّنأ ان مَنْ يصدُقُ مع الله يصدُقُ الله معهُ، ومثلُه الأعلى في الإخلاص،
وربطِ القلب الدائم بالاَخرة الأنبياء الثلاثة (إبراهيمُ وإسحاقُ ويعقوبُ)
عليهِمُ السلام، ائذين خصهم الله بقوله في كتابه العزيز: " وَأبمر عِتَئىَنَآ
إنزَهِجمَ وَإشحَقَ وَلَعقُوبَ أوْلي اَلأيدِى وًالابصخَرِ! إِنَا أظفحئ! بِخَالِمعَؤ ذِئحرَى
اَلدَارِ! وَإضَهُتم عِندَنَا لَمِنَ اَ! طَفَين اَ لاخيَارِ"] سورة صَ: 5 4 - 7 4).
خامساَ: اعتقادُهُ وتأكيده الدائم على نِسبَةِ كلّ إبداع أو عملٍ صالح
او توفيقٍ لفتح الله ومدَبٍ. .!، وهو يعتبِرُ نفسَهُ كمثلِ حُفرَةٍ في الأرض ينْزِلم
عليها غيثُ السَّماءِ، فما تجمّع فيها مِنْ صفاءٍ فهو مِنْ عطاءِ اللهِ، وما فيها
من كَدَرٍ فهو مِنْ حُفرته!.
سادساَ: نِسبتُهُ كلَّ مشكِلةٍ يقع فيها أو مُصيبةٍ إلى تقصيره بحق الله،
لذلك فهو دائم المراجعةِ لنَفْسِه، وإعادَةِ الحساباتِ معها، ومُحاسَبتها!.
سابعأ: صِدقُ صِلَتِه بالثه، وطلَبِه لمرضاتِه، جَعلَهُ يُسيِّر حياتَه كُفَها
31