كتاب عبد الرحمن حبنكة الميداني العالم المفكر المفسر
وَفْقَ قنواتٍ إيمانئةٍ إسلامثة بحتة، وشِعاراتِ ربَّانيةِ، تشُدُه دائِمأ إلى ربطِ
كافَّةِ أعمالِهِ، ولا سيما ما كان منها مع البشر، بمبد% يرددُه ويُطبّقُه ويُعلّمُه
ويكتبه في مؤلفاته، وهو: "أن يتعامل مع الله مِن خِلاَلِ البشَر".
وهذا المبدأ يجعلُهَ ياخذُ بمفهوم الإياسَ مِمَّا في أيدي الثاسِ، كما
يجعلُهُ يُوخَدُ جهَةَ الطَلب والهدفِ، وكُلُّه قناعةٌ بأن مَن عَمِلَ لوَجهِ اللهِ كَفَاهُ
اللّه الوُجُوهَ كُلّها. لذلكَ فهو لا ينتظِر من الناس سيئأ، ولا يعتب عليهم
مهما قدَمَ لهُمْ، بل ويتحمَّل أذاهُم بحلْمِهِ ورُشدِهِ، إذ يمَاجر مع رئه،
ويشكر الله ائه ليس على شاكِلتِهم، مُردداً قوله تعا لى:
" قُل! لّ يَعْمَلُ عَكَ شَا! طتِهِء فَرَئُبهُتم أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَفدَى سَبِيلأ بم"
] ا لإسراء: 4 8). ويحتسب أعما لَه كفَها عِنْد اللهِ، واللّهُيُضَاعِفُ لِمَنْ يشاء!،
ولا يخفى ما لِهذا الاعتقادِ مِن أمن نفسيّ، وراحةِ فِكر، وطمأنينة قلب،
وتفريغِه من أمراض الغِلّ، حِقداً وضغِينَة وحَسَداً، بل إته ينظُر إلى من
ابتالوا بسوءِ خُلُقِهم أو سُوءِ سُلُوكهم نظرة مُشفقٍ لا ناقد، وهو يشكرُ ربَّهُ
لأئه ليس على ساكِلتِهم!، وهكذا أيضأحينما تُواجهُهُ ا لابتلاء اتُ الرَّبَّا نية في
نقصٍ او مُشكِلبما في مالٍ او مركزٍ أو جاهٍ أو صحةٍ أوْ ولدٍ. . . فهُو يُواجهُ
ذلك بتسليم كاملٍ، وإيمانٍ بحكمةِ اللهِ عزّ وجل وعدْلِه، واعتبارِ أنَّ كُل
ماتُجريه المقاديرُ الرَّبانية عاقبتُه خيرٌ، مُحتسبأكعادتِه ذلك كُلِّه عندَ اللهِ، مع
الالتجاء إلى اللهِ أن يصرِفَ عنه السوءَ، ويردَّ كيْدَ الكا يِدين إلى نُحورهِم.
ثامناً: حِينما يَعقِدُ العزمَ على القيامِ بعملى، يلجأ إلى سُنّة اللّه تعالى
بالأخذ بالأسباب، أسبابِ العمل الّذي يُريدُ أن يُحققَ نتائِجَهُ. فمثلاً في
حالِ طلب الشّفاءِ من مرضٍ، لابُدَ من اتخاذ الأسباب الماديّة بالمشُورةِ معٍ
تناوُلِ العِلَاج، ومعَ التوكُّل على الله بالمعنى القلبي الَإيماني الصَّحيج، نئة
وتوجُّهأ. . . لاعتقادِهِ بأنَّ الأسبابَ لا تعمل بحدَ ذاتِها، وإئما الفَغَال
32