كتاب عبد الرحمن حبنكة الميداني العالم المفكر المفسر
" إن الرفقَ لا يكون في شيءٍ إلأ زَانَهُ، ولا يُنزَعُ من شيءٍ إلأ شانه " (1).
وقوله: " ألاَ اُخْبرُكُم بمن تحرم عليه النار غداً، على كل هيق لين
' (َ) 2 ه
لريب سهل"
لذلك فهو يأخذ بطريقة الحزم الحكيم لتحقيق ما يرىْ فيه مصلحة
من يربّيه، وليس بطريقة الشدة الصارمة، ويردّدها ناصحأ قوله: "كن
حازمأ ولا تكن صارمأ"، فالحَزْمُ بمثابة شد الحزام على بطن الفرس حتى
لا يسقط السرج، ولا يسقط ممتطيه. أما الصَّرْمُ ففيه قطع ما بين المربي
وبين من يقوم بتربيته، والقطع امر لا يليق بالمربي الرشيد أنْ يصل إليه.
وشعرة (معاوية) ينبغي أن تبقى بينهما مهما حدَث.
رابعاً: يُفضل اللجوء إلى التربية بأسلوب التوجيه غير المباشر قدر
المستطاع. تفاديأ لعقبات النفس الصادة، من قبل من يربيهم أو يوجههم
أو ينصحهم. كأن يلجأ إلى عرض الفكرة التي يريد أن يوصّلها، أ و
يرشخها بأسلوب التساؤل، أو ضرب المثل الملائم للموضوع، وهو
أسلوب قراَني نبوي يضيق المقال عن ضرب أمثلة عليه. أو بقيامه هو نفسه
بممارسة القدوة الحسنة، أو بروايتها عن الرسول كي!. أو عن الأنبياء أ و
عن الصحابة أو الصالحين، أو باللّجوء إلى قصة رمزية أو واقعية لها علامة
بالموضوع. . . إلى غير ذلك من أساليب غير مباشرة.
خامساً: يأخذ أحيانأ بأسلوب التربية مع الاخداث، حينما تدعو
(1)
(2)
روا 5 مسلم عن عائشة رضي الله عنها: 4/ 4 0 0 2 ح 94 5 2.
رواه أبو يعلى عن جابر، والترمذي والطبراني عن ابن مسعود وأحمد وابن حبان
والطبراني في الأوسط، وصححه الألباني؟ انظر صحيح الجامع الصغير
وزياد ته: 1/ 9 0 5 ح 9 0 6 2.
35