كتاب عبد الرحمن حبنكة الميداني العالم المفكر المفسر
التدخل في كل صغيرة وكبيرة من أعماله وحياته.
لذا فهو لا يتدخل في مجالات تخصص الاَخرين، فمثلاً إنه
لا يتدخل في شؤون المنزل التي هي في الأصل من مهمة زوجه، كما أنه
لا يجبر أحداً ممن تحت سلطته على ما يكره ما دام الأمر يتعلّق بشخصه
وخصوصياته، كالتخصص في الدراسة مثلاً، ومبدؤه في ذلك (كل مُيَسَّرُ
لِمَا خُلِقَ لهُ)، أو في امر كالزواج الذي يعتبر من حقوق الإنسان الشخصية،
ويقتصر دوره على تقديم النصح والإرشاد والتوجيه، إلا إذا وجدَ أ ن
الوضع يمسّ امراً مما حرّمه الله.
ئامناً: يأخذ بمبدأ عدم التَّعنّت والتشديد والتكْليف فوق الطاقة مع
طلابه او أفراد أسرته أو ارحامه أو موظفيه أو من تحت يديه. تمشّيأ مع
مضمون اللأُعاء الذي روتْهُ السيدة عائشة رضي اللّه عنها عن النبي ع! ي!:
"اللهم من وَلِيَ من أمرِ أُمَّتىِ شيئأ فشَقَّ علمِهم فاشقق عليه، ومن
ولي من أمر اُمتي ش! ئأ فرفقَ بهم فارْفُقْ به " (1).
حتى إنّه لا يكلف أحداً شيئأ لنفسه من طالب أو زوج أو ولد،
ويفضل قضاء حوائجه بنفسه، ويتلمس الأعذار لمن حوله إذا وجَدَ منهم
تقصيراً. لذلك فهو بصورة عامة لا يكلف أحداً شططأ في أمور تتعلق
بتوجيههم أو تربيتهم اتباعأ لفوله عزَّ وجلّ:
" لَا يُكِفُ اَدلًهُ نَفسًا إلا وُشعَهأ. . . " أ البقرة: 286)، وأخذه
بمبدأ: " إذا أردت أن تطاع فَمُر بما يستطاع ".
تاسعاً: من المبادئ التي يطبقها في تربيته وتعامله مع الناس " مبدأ
(1) روا 5 مسلم وأحمد. نقلاً عن صحيح ا لجامع ا لصغير وزياد ته: 1/ 0 8 2 ح 2 1 3 1.
37