كتاب عبد الرحمن حبنكة الميداني العالم المفكر المفسر

حزَةً ليمتحنهم في ظروف الحياة الدنيا، مع أنه هو الذي يخلق لهم
ما يختارونه من أعمال.
وقد شرح ذلك بأسلوب منطقي سليم، ومطابق للنصوص القرانية،
مبثنأ الحكمة فيما تجري به المقادير الربانية، ومسؤولية الإنسان عن
أعماله الإرادية، وكيف يكون المؤمن سببيّأ في أعماله المادية، متوكّلاً
على الله في حركاته النفسيّة والفلبية راضيأ كلَّ الرضى عن قضاء الله
وقدر 5، سعيداً بما تجريه المقادير، في الأمور التي لا كسب له فيها،
لإيمانه بأنه في الدنيا في دار ابتلاء وامتحان.
وقد التزم (الشيخ) في كتابه عند شرح العقائد بمنهج أهل السنّة
والجماعة، دون أن يفصل القول في الردود على المذاهب الأخرى
المخالفة مكتفيأ ببيان الحق، ولم يهتم فيه المؤلف بعرض أقوال المذاهب
العقدية التي لم يبقَ لها أنصار في العالم الإسلامي، إذْ لم يرغب بإحياء
ما مات منها لإبطاله وإماتته من جديد، فهو يرى ان هذا علم لا جدوى
منه، إذ قد طوته القرون، وعفت آثارُ 5 فما الفائدة من إخراجه من مدافنه
وإعادتِهِ للمناقشة والمجادلة حوله وبيان وجهات النظر المختلفة،
والمناصرة أو التجريج!!، ونحن بأمس الحاجة في هذا العصر إلى بناء
القاعدة الإيمانثة في نفوس الئشءِ المسلم الذي تتقاذفه وافدات الغزو
الفكري، وتشتت افكار 5 المذاهب الفكرية الهدّامة 0 لذا فمن الأفضل
إبعادُه قدْرَ المستطاع عن الاختلافات والمهاترات التي لا جدوى منها،
لحفظ نفوسهم وعقولهم قوئة متماسكة.
- هذا ومما يزيد في قيمة هذا الكتاب أن مؤلفه قد استفاد من الأدلة
العلمية المعاصرة لدعم قضايا الإيمان بالثه وبصفاته، وأسمائه الحسنى،
ولدعم قضايا المغيبات التي كان جهلة القرون الاولى ينكرونها، لأن
عقولهم كانت تستبعدها، متشثثة بما تُحِسنُ بحواشها، معطلة أدلة العقل
وبراهينه.
60

الصفحة 60