كتاب عبد الرحمن حبنكة الميداني العالم المفكر المفسر
عنايتها البالغة إلى المرتبة الوسطى، ثم تنتقل بالناس إلى المرتبة الدنيا،
وتأخذ بأيديهم وتدفَعهُم إلى الارتقاء في درجاتها، بكل ما يستطيعون من
قوة وابتكار وتحسين وعمل وإتقان. وهي الحضارة الوحيدة التي أوقفت
الإنسانية راسخة على قدميها ولم تنكسْها كبقية الحضارات، وهي أيضأ
الحضارة الوحيدة التي تشتمل اسسها النفسية والفكرية على حاجات الحياة
كفها من جوانبها الفكرية، والروحية، والنفسية، والجسدية، والمادية،
الفردية والاجتماعية، وفي جميع المجالات العلمية والعمليَة، على
النقيض من جميع الحضارات قديمها وحديثها.
أما أبواب الكتاب الأربعة، فتفصيلها كما يلي:
الباب الأول: وفيه أربعة فصول، تناولت بالتحلي! ع الأسس الفكرية
الفلسفية والواقعية للبناء الفكري للحضارة الإسلامية.
وكان عمل المؤلف فيه مبتكراَ رجع فيه إلى القراَن والسنّة مباشرة،
فاكتشف فيهما ما لم يتعزضْ لَهُ معطم الكتاب في الحضارة الإسلامية، إ ذ
كانت أعمالهم متاثرة بالكتاب الغربيين في الحضارات الإنسانية، قاصرة
على الجوانب المادية، وبعض مظاهر السلوك الإنساني.
أما هذا الكتاب فقد استخرج الأسس الفكرية الجذور للحضارة
الإسلامية، كالحقّ والخير والكمال والجمال، ومفهومات الإسلام فيها،
وأبان أن أهم عناصر الحضارة الرفيعة هي الارتقاء الفكري في المعارف،
والالتزام الإرَاديّ بالحق، والأخذ بالكمال الخلقي والنفسي، والكمال
السلوكي في الحياة، والكمال الإبداعي، وكمال التعايش الجماعي. .،
وأوضح العالمية والشمول في رسالة الحضارة الإسلامية، وكيف أنها
مفتوحة الحدود، وابان المثاليَّة والواقعية في الحضارة الإسلامية وَفْقَ
مفاهيم الإسلام.
76