كتاب عبد الرحمن حبنكة الميداني العالم المفكر المفسر

في الشؤون الاقتصادية والمالية عامة والتنظيمات الإدارية، والقضاء ونظام
الحسبةِ، والتدبيرات العسكرية، والعمران والخط العربي، والصناعات
الخزفية والزجاجية والنسيج وغيره.
الباب الرابع: وفيه مقدمة وست فقرات، اشتملت على عرض
لمحات من أثر الحضارة الإسلامية في الحضارات الإنسانية الأخرى.
وكان عمل المؤلف فيه اقتباساً من الذين كتبوا في هذا الموضوع
منصفين. .،ودؤن تتبعات تاريخية مفصلة من كتاب (شمس الله على
الغرب) (1)، وأبان واقع حال أوروبة والغرب كفه إبان ازدهار حضارة
المسلمين، وأثرهم في همج الشرق الفاتحين المدفرين.
وهكذا فقد جمع (الشيخ) في هذا السفر بين المبتكر والمقتبس.
وأهم ما جاء به هو اكتشافه ما تميؤت به الحضارة الإسلامية، وتفردت من
أسس ومفهومات وتعاريف ووسائل انتجَتْ واقعاً حضاريّاً متميّزاً للأمة
الإسلامية، دام قروناً مديدة على مقدار ما دامت أمة الإسلام متمسّكة
بعقيدتها ومبادئها ومفهوماتها. فكان هذا البناء الحضاري الشامخ فريداً
في نوعه، كالإسلام الذي انبثق عنه.
وهكذا فقد كان هذا الكتاب فريداً في مكتبة علم الحضارات العالمية
عامة وا لإسلامية خاصة، استخر اجاً واستنباطاً وموضوعاً وتنسيقاً و أسلوباً.
وإنني أدعو بصدق نيّةٍ كل من يريد أن يكتب في تاريخ الأمم
وحضاراتها، وبالذات الأمة الإسلامية، بل كل مَنْ يَعمل في ميدان التربية
والتعليم والتوجيه والتوعية، ووضْع السياسات التعليمية والإعلامية. .
(1)
تأليف المستشرقة ا لألمانية (زغريد هونكه)، ترجمة الدكتور فؤاد حسنيق ط دار
ا لمعارف بمصر.
78

الصفحة 78