كتاب رسم المصحف العثماني وأوهام المستشرقين في قراءات القرآن الكريم
وزارة التربية والتعليم بمصر, ورسم المصحف:
وقد رأت وزارة التربية والتعليم أخيرًا أن يكتب ما يرد في الكتب المدرسية بالرسم الإملائي المعروف. كما رأينا ما يعرض في "التليفزيون" من آي الذكر الحكيم مكتوبًا بما تعارف عليه الناس في زماننا من رسم إملائي وبالخط الرقعي، وبحواشٍ تفسر الكلمات التي قد تغمض على العامة من الناظرين والسامعين، بل كتب للمكفوفين بالرسم البارز على طريقة "بريل" ولم يعترض على هذا علماؤنا والقائمون منا على سدانة هذا الدين.
ويؤيد ما ذهبت الوزارة إليه بما قال سلطان العلماء العز بن عبد السلام: "لا تجوز كتابة المصحف الآن على الرسم الأول باصطلاح الأئمة؛ لئلا يوقع في تغيير من الجهال، ولكن لا ينبغي إجراء هذا على إطلاقه؛ لئلا يؤدي إلى دروس العلم، وشيء قد أحكمته القدماء لا يترك مراعاة لجهل الجاهلين، ولن تخلو الأرض من قائم لله بحجة"1.
تكفل الله بحفظ كتابه:
والله من قبل, ومن بعد قد تكفل بحفظ كتابه المبين، فقال وهو خير القائلين: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} .
__________
1 البرهان في علوم القرآن للزركشي: ص379.
الصفحة 116
128