كتاب الآثار المروية في صفة المعية

22 - قول محمد بن عبد الله ابن أبي زمنين 1 رحمه الله (399هـ)
قال محمد بن عبد الله "ومن قول أهل السنة إن الله عز وجل خلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق ثم استوى عليه كيف شاء كما أخبر عن نفسه في قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ... فسبحان من بعد فلا يرى، وقرب بعلمه وقدرته فسمع النجوى"2.
23 - قول أبي بكر الباقلاني3 رحمه الله (403هـ)
قال أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني في كتاب "الإبانة":
"فإن قيل: هل تقولون إنه في كل مكان؟؛
قيل له: معاذ الله، بل هو مستو على عرشه، كما أخبر في كتابه وقال {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، وقال {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} ، وقال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} ، ولو كان في كل مكان، لكان في بطن الإنسان، وفمه، والحشوش، ولوجب أن يزيد بزيادات الأماكن، إذا خلق منها ما لم يكن، ولصح أن يرغب إليه إلى نحو الأرض، وإلى خلفنا، وإلى يميننا، وشمالنا، وهذا قد أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة قائله"4.
__________
1 أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عيسى المري الأندلسي المالكي المعروف بابن زمنين محدث فقيه أصولي مفسر صوفي أديب شاعر ولد سنة 324 هـ وتوفي سنة 399 هـ من أشهر مؤلفاته أصول السنة الوافي بالوفيات 2/321، شذرات الذهب 3/156.
2 رياض الجنة بتخريج أصول السنة ص 88.
3 محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم، البصري، ثم البغدادي، أبو بكر، ابن الباقلاني، صاحب التصانيف، مات سنة (403هـ) .قال عنه الذهبي: "الذي ليس في متكلمي الأشاعرة أفضل منه، لا قبله ولا بعده" تاريخ بغداد (5/379) ، السير (17/190) .
4 هذا الكلام ذكره ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/98-99) ، وقد نقله الذهبي في العرش 2/338 رقم 261. ومختصراً في سير أعلام النبلاء (17/558-559) .

الصفحة 49