كتاب الآثار المروية في صفة المعية

على خلقه، فقد أخبر الله تعالى في هذه الآية بأنه فوق العرش يعلم كل شيء، وهو معنا أينما كنا، فجمع تعالى في هذه الآية بين العلو والمعية، فليس بين الاثنين تناقض البتة، وهو كقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الأوعال: "والله فوق العرش يعلم ما أنتم عليه" 1.
__________
1أخرجه الإمام أحمد في المسند (1/207) .
وأبو داود في سننه، كتاب السنة، باب في الجهمية (5/93، برقم4723) .
وأخرجه الترمذي في سننه، كتاب التفسير، باب سورة الحاقة (5/424-425، برقم3320) .
وأخرجه ابن ماجه في سننه المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية (1/69) .
والدارمي في الرد على بشر المريسي (ص448) .
وابن أبي عاصم في السنة (1/253) ،.
وابن خزيمة في كتاب التوحيد (1/234-235، ح144) .
والآجري في الشريعة (3/1089-1090، ح665) .
وابن منده في التوحيد (1/117) .
واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/390) .
والذهبي في العلو (ص49) .
ومدار الحديث من جميع طرقه على "عبد الله بن عميرة"، وعبد الله فيه جهالة، ولذلك قال الألباني في تخريج السنة (1/254) : (إسناده ضعيف، وعبد الله بن عميرة، قال الذهبي: فيه جهالة، وقال البخاري: لا نعلم له سماعاً من الأحنف بن قيس) . انتهى كلامه.
ولكن الجوزقاني صرح في الأباطيل (1/79) بصحة الحديث وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (3/192) حيث قال: (إن هذا الحديث قد رواه إمام الأئمة ابن خزيمة في كتاب التوحيد الذي اشترط فيه أنه لا يحتج فيه إلا بما نقله العدل عن العدل موصولا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والإثبات مقدم على النفي، والبخاري إنما نفى معرفة سماعه من الأحنف ولم ينف معرفة الناس بهذا، فإذا عرف غيره كإمام الأئمة ابن خزيمة ما ثبت به الإسناد، كانت معرفته وإثباته مقدما على نفي غيره وعدم معرفته) . انتهى كلامه. وكذلك مال تلميذه ابن القيم إلى تصحيحه. انظر تهذيب السنن (7/92-93) .

الصفحة 66