كتاب الآثار المروية في صفة المعية

دل على أن المراد بقربه هنا قربه بعلمه، وذلك لورود لفظ العلم في سياق الآية {وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ} ) 1.
وأما استدلالهم بقوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ} 2، فمعنى الآية: أي هو إله من في السموات وإله من في الأرض، قال ابن عبد البر: "فوجب حمل هذه الآية على المعنى الصحيح المجتمع عليه، وذلك أنه في السماء إله معبود من أهل السماء، وفي الأرض إله معبود من أهل الأرض، وكذلك قال أهل العلم بالتفسير"3.
وقال الآجري: "وقوله عزوجل {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ} فمعناه: أنه جل ذكره إله من في السموات وإله من في الأرض، وهو الإله يعبد في السموات، وهو الإله يعبد في الأرض، هكذا فسره العلماء"4.
وروى الآجري بسنده في تفسيره هذه الآية عن قتادة قوله: "هو إله يعبد في السماء، وإله يعبد في الأرض"5.
وأما استدلالهم بقوله تعالى {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ} 6 فقد فسرها أئمة العلم كالإمام أحمد وغيره أنه المعبود في السموات والأرض7.
وقال الآجري: "وعند أهل العلم من أهل الحق {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} هو كما قال الحق {يَعْلَمُ
__________
1الفتاوى (6/19-20) .
2 الزخرف 84.
3 التمهيد (7/134) .
4 الشريعة (ص297) .
5 الشريعة (ص298) .
6 الأنعام 3.
7 الرد على الزنادقة والجهمية للإمام أحمد (ص92-93) ، ومجموع الفتاوى (11/250) .

الصفحة 68