كتاب هدم المنارة لمن صحح أحاديث التوسل والزيارة

زيارة المقابر وأقسامها
كان الأصل في زيارة القبور في أول الإسلام على التحريم، سدًّا للذرائع المؤدية إلى الشرك بتعظيم هذه القبور وأصحابها، لا سيما مع كون من دخل في الإسلام في ذلك الوقت حديثي عهد بإسلام.
وقد دل على ذلك حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: "نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها". (١)
قال النووي - رحمه الله -: (٢)
"هذا من الأحاديث التي تجمع الناسخ والمنسوخ، وهو صريح في نسخ نهي الرجال عن زيارتها".
قال شيخ الإسلام ابن القيم - رحمه الله -: (٣)
"كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نهى الرجال عن زيارة القبور سدًّا للذريعة، فلما تمكن التوحيد في قلوبهم أذن لهم في زيارتها على الوجه الذي شرعه، ونهاهم أن يقولوا هجرًا، فمن زارها على غير
---------------
(١) أخرجه مسلم (٢/ ٦٧٢).، وأبو داود (٣٦٩٨)، والنسائي (٨/ ٣١٠) من طريق: عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة بن الحصيب به.
(٢) "شرح صحيح مسلم" للنووي: (٤/ ٥٠).
(٣) "إغاثة اللهفان": (١/ ٢١٨).

الصفحة 26