كتاب هدم المنارة لمن صحح أحاديث التوسل والزيارة

ويبقى الآن تحقيق القول في كلام الحافظ الذهبي فيه.
قال المؤلف (ص: ٣٢٥):
(وأجاد الحافظ الذهبي فقال في الكاشف ٣/ ٣٣١: وثق، وقال أبو حاتم: ليس بقوي).
قلت: قد تقدَّم بيان أن كلمة: "وثق" ممرضة، وفيها نوع
ضعف، كأن الحافظ الذهبي لا يعتمد مثل هذا التوثيق في الراوي، ثم تأكد لي هذا، بان الذهبي قد اعتمد الضعف الشديد في الراوي.
فقال متعقبًا على الحاكم في "المستدرك" (٤/ ٢٢٢) في تصحيحه حديث فضل الأضحية: "سليمان واهٍ، وبعضهم تركه".
وهو الموضع الذي أشار إليه المؤلف (ص: ٣٢٤) أن الحاكم صحح للراوي فيه، ولم ينبه على كلام الذهبي، وهذا قاض بتجاهله للأقوال التي قد ترد حججه، فأي إنصاف وتجرد هذا الذي يدَّعيه المؤلف في كتابه.
ثم أورد المؤلف له شاهدًا من رواية إسحاق بن راهويه في "مسنده": أخبرنا عيسى بن يونس، حدثنا ثور بن يزيد، حدثني شيخ، عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال المؤلف (ص: ٣٢٥):
(عيسى بن يونس هو ابن أبي إسحاق السبيعي، ثقة، وثور بن يزيد ثقة ثبت، فلولا الشيخ المبهم الذي لم يُسم لكان السند في أعلى

الصفحة 279