كتاب هدم المنارة لمن صحح أحاديث التوسل والزيارة

الشرك، فقل لي بربك: هؤلاء الأئمة الذين توسلوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أحمد بن حنبل وغيره من السلف، ومن بعدهم، هل علمت أنهم انجروا إلى الشرك؟ ! حاشاهم من ذلك وهم أئمة الدين، وكلامك يعني أن التوسل يستلزم بالضرورة الانجرار للشرك، وهو لازم باطل لا ينكره إلا مكابر).
ثم قال في الحاشية:
(هو صالح الفوزان، ودعوى البدعة والشرك عنده سهلة جدًّا،
حتى أنني رأيت منسكًا له عدَّ فيه الدعاء عند القبر الشريف من الأخطاء العظيمة، لأنه وإن كان الداعي لا يدعو إلا الله بدعة ووسيلة إلى الشرك، كذا في منسكه (ص: ٥٢)، وغير خفي أن الدعاء عند القبر الشريف تضافرت النقول عليه عن السلف والخلف، وابن تيمية نقل الدعاء عند القبر الشريف عن جماعات في رده على العلَّامة الأخنائي).
قلت: والجواب عن هذه الطعون كما يلي:
أولًا: إن وصف الشيخ الفوزان - حفظه الله - للتوسل بذوات الصالحين وحقهم بالبدعة هو الذي تؤيده الأدلة، ذلك لأن الأحاديث والآثار التي حشدها المؤلف ما بين مردودة من جهة الدلالة كما في استسقاء عمر بالعباس - رضي الله عنهما - فإنما هو توسل بدعاء

الصفحة 340