كتاب هدم المنارة لمن صحح أحاديث التوسل والزيارة

أولًا: التوسل ليس بأمر فرعي كما زعم المؤلف، بل هو أمر عقدي لاتصاله بمهمات الدعاء الذي هو عبادة الرب تعالى كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديثه الصحيح، والذبح من أبواب الفقه والفروع، إلا أن الذبح إذا صُرف لغير الله تعالى، أو كان على غير اسم الله تعالى صرفه العلماء آنذاك إلى مسائل الاعتقاد - الأصول -.
فنسبة المسألة إلى الفقه أو الاعتقاد إنما يكون بتقدير تعلقها، وهذا ما تجاهله المؤلف أشد التجاهل.
ثانيًا: نسبته القول بفناء النار إلى المبتدعة من جهمية المعتزلة فيه نظر، فإنما قول الجهمية في ذلك: أنها تفنى بنفسها، لأنها حادثة، وما ثبت حدوثه استحال بقاؤه وهو قول قد جمعوا فيه بين الجنة والنار كما أشار ابن أبي العز الحنفي في "شرح الطحاوية" (ص: ٣٦٠) والتي نقل منها المؤلف، وهذا القول مفارق للقول الذي أثبت الشيخ الفوزان الخلاف فيه، وهو: أن الله يخرج من النار من يشاء كما ورد في الحديث، ثم يبقيها شيئًا، ثم يفنيها، فإنه جعل لها أمدًا تنتهي إليه.
ومن يقول بهذا القول يخص به النار وحدها دون الجنة، فإن الأدلة الصحيحة تدل على بقائها أبدًا، بخلاف الجهمية الذين يثبتون الفناء للجنة وللنار جميعًا.
وهذا القول قد ذكره ابن أبي العز ضمن ثمانية أقوال، هذا

الصفحة 347