كتاب هدم المنارة لمن صحح أحاديث التوسل والزيارة

سابعها، وثامنها: القول بأن الله يخرج منها من يشاء، ويبقي فيها الكفار بقاءً لا انقضاء له.
قال ابن أبي العز - رحمه الله -:
"وما عدا هذين القولين الأخيرين ظاهر البطلان، وهذان القولان لأهل السنة ينظر في أدلتهما ... ".
وأنا أجزم بأن المؤلف لم يغب عنه هذا النقل، لأنه ذكر قول الطحاوي في مسألة الجنة والنار في كلامه السابق من شرح ابن أبي العز الحنفي، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مغالطة المؤلف للقراء حتى يتسنى له إلحاق التهم بالشيخ الفوزان، وإثبات التناقض والتلاعب عليه، وحاشاه، وحاشا كل من انتسب إلى أهل السنة والجماعة.
ثالثًا: أن الشيخ الفوزان إنما تناول الإجماع على تبديع وتخطئة من قال بفناء النار، ولم يتناول الإجماع على بقاء النار وأبديتها، وثمة فرق كبير وبون شاسع واسع بينهما، فالأول مقتضاه إثبات الاختلاف في المسألة، والثاني مقتضاه نفيه، فإذا كان الأمر على ما ذكر الفوزان فالاختلاف فيه قائم، وهو مبني على ورود بعض الأخبار عن بعض السلف تؤيد ذلك، ومن هذه الجهة ذهب الشيخ الفوزان إلى التوقف في إطلاق وصف البدعة على هذا القول.
ومثل هذا كثيرًا ما يقع في كلام الأئمة الكبار، فبعضهم يصف

الصفحة 348