كتاب هدم المنارة لمن صحح أحاديث التوسل والزيارة

الاعتقاد، واستدل على مقولته بما لم يصرح به مسلم، فقال:
"بالنسبة للتوسل فهو داخل في العقيدة، لأن المتوسل يعتقد أن لهذه الوسيلة تأثيرًا في حصول مطلوبه ودفع مكروهه، فهو في الحقيقة من مسائل العقيدة، لأن الإنسان لا يتوسل بشيء إلا وهو يعتقد أن له تأثيرًا فيما يريد". ا. هـ
قلت: اثبت العرش، ثم انقش، فمن الذي أطلعك على ما في صدور المتوسلين حتى تصرح بهذه المقولة الشنيعة، التي يلزم منها تكفير المتوسلين جميعًا.
إن ما قاله مناف للاعتقاد تمامًا، فكل مسلم يعتقد اعتقادًا جازمًا أن الله جل وعز هو النافع، وهو الضار، وأن المؤثر الحقيقي هو الله، وأنه وحده مسبب الأسباب، فلا فاعل إلا الله، ولا خالق سواه، وإليه يُرجع الأمر كله، فلا حول ولا قوة إلا بالله).
قلت: مقولة الشيخ ابن عثيمين - حفظه الله - لا تقتضي بأي حال من الأحوال تكفير المتوسلين جميعًا، ولا حتى بعضهم، وإنما هو شغب المؤلف الذي هو رأس ماله في كتابه هذا، وتمويهاته على القراء.
وكلام الشيخ العثيمين مستقيم أشد الاستقامة، فلو لم يكن المتوسل معتقدًا لتأثير استخدام هذه الوسيلة، أو القربة كما يسميها

الصفحة 351