كتاب هدم المنارة لمن صحح أحاديث التوسل والزيارة

إلى هذا التدليس من الشيخ والتلميذ، والمتلاعب بنصوص الكتاب والسنة إلى أي درجة وصل به الحال عندهما.
ولو سلمنا للمؤلف ولشيخه بأن الأمر كما قالا، وأن ذلك عموم، فالعموم قد يُخصص باعتبار نصوص أخرى منها:
قول النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا تجعلوا قبري عيدًا"، وقوله: "لا تجعلوا قبري وثنًا".
فهذا نهي بيِّن عن جعل قبره - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عيدًا أو وثنًا، وهو عين ما يروِّج له المؤلف وشيخه.
ثم رأيت المؤلف يزيد الأمر تمويهًا على القراء الكرام، فيقول (ص: ٧٧):
(وحديث عرض الأعمال يؤيد الاستدلال بهذه الآية، وهو قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: حياتي خير لكم، ومماتي خير لكم، تحدثون ويُحدث لكم، وتعرض عليّ أعمالكم، فما وجدت خيرًا حمدت الله، وما وجدت غير ذلك استغفرت لكم.
وهو حديث صحيح).
قلت: بل هو حديث لا يصح، وأقوى طرقه من نوع الشاذ الذي لا يَقْوى ولا يَتَقوى، وسوف يأتي تخريجه ضمن الأحاديث

الصفحة 53