كتاب هدم المنارة لمن صحح أحاديث التوسل والزيارة

وقد رد عليهم شيخ الإسلام في ذلك، فقال - رَحِمَهُ اللهُ - في "مجموع الفتاوى" (١/ ١٥٩):
"ومنهم من يتأول قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} ويقولون: إذا طلبنا منه الاستغفار بعد موته كنا بمنزلة الذين طلبوا الاستغفار من الصجابة، ويخالفون بذلك إجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر المسلمين فإن أحدًا منهم لَمْ يطلب من النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد موته أن يشفع له ولا سأله شيئًا، ولا ذكر ذلك أحد من أئمة المسلمين في كتبهم، وإنما ذكر ذلك من ذكره من متأخري الفقهاء وحكوا حكاية مكذوبة على مالك رضي الله عنه".
قلت: سوف يأتي إيراد هذه الحكاية قريبًا ونقدها.
(٤) رواية عن محمد بن النكدر في التلوذ بقبر النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وبمنبره:
أخرج ابن أبي الدنيا في "مجابي الدعوة" (١٢٦):
حدثني محمد بن الحسين، حدثني أبو الصعب مطرف، قال: حدثني المنكدر بن محمد:
أن رجلًا من أهل اليمن أودع أباه ثمانين دينارًا، وخرج يريد

الصفحة 55