كتاب هدم المنارة لمن صحح أحاديث التوسل والزيارة

الجهاد، وقال له: إن احتجت فأنفقها إلى أن آتي إن شاء الله.
قال: وخرج الرجل، وأصاب أهل المدينة سنة وجهد، قال: فأخرجها أبي، فقسمها، فلم يلبث الرجل أن قدم، فطلب ماله، فقال له أبي: محمد إليَّ غدًا.
قال: وثاب في المسجد متلوذًا بقبر رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُرَّة، وبمنبره مُرَّة، حتى كاد يصبح، فإذا شخص في السواد يقول له: دونكها يا محمد.
قال: فمد يده، فإذا صرة فيها ثمانون دينارًا، قال: وغدا عليه الرجلي، فدفعها إليه.
قلت: المنكدر بن محمد بن المنكدر ضعيف الحديث، لَمْ يرضوا حفظه، انشغل بالعبادة عن الرواية، فأتى بما أُنكر عليه.
فأما التلوذ بالقبر فحاشى لله أن يقع من مثل محمد بن المنكدر في علمه وورعه، وأما التلوذ بالمنبر برمانته، وبمقعده فقد صح عن جماعة من الأئمة ومن السلف، والتبرك بمواضع يده عليه السلام، ومواضع جلوسه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وسوف يأتي تقريره قريبًا إن شاء الله تعالى.
ثم وجدت رواية أخرى لهذا الخبر تحكم بنكارة هذه الحكاية، وهي:

الصفحة 56