كتاب هدم المنارة لمن صحح أحاديث التوسل والزيارة

بأسًا.
وهذه أهون من الأولى فإن لها أصلًا، وقد تتبعت ذلك في مسائل عبد الله فلم أقف عليها، فالله أعلم بثبوتها.
ثم إن الذهبي نفسه قد أخرج قبل هذا الكلام ما ينقض قوله هذا، بسند صحيح عن ابن عمر: أنه كان يكره مس قبر النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
ولا إخال الإمام أحمد يخالف مثل هذا الأثر، والآثار عند أحمد تقوم مقام الحجة، والسنن.
ثم وجدت ما يثبِّت ظني من أنه وهم من الحافظ الذهبي في النقل.
فقد نقل شيخ الإسلام - رَحِمَهُ اللهُ - في "الاقتضاء" (٢/ ٧٢٦) قال:
قال أبو بكر الأثرم: قلت لأبي عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - قبر النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يمس، ويتمسح به؟ فقال: ما أعرف هذا، قلت له: فالمنبر؟ فقال: أما المنبر فنعم، قد جاء فيه، قال أبو عبد الله: شيء يروونه عن ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن ابن عمر: أنه مسح على المنبر، قال: ويروونه عن سعيد بن المسيب في الرمانة، قلت: ويروون عن يحيى بن سعيد أنه حين أراد الخروج

الصفحة 68