كتاب منطلقات طالب العلم

فتعينه على الترجيح بين الأدلة المتعارضة والجمع بينهما، ورد المتشابه إلى المحكم، وقراءة الواقع وتدبره وفق أصول صحيحة، وكم من مسائل فقهية لا يمكنك أن تنتهي فيها إلى رأي جازم دونما استصحاب هذه المقاصد الشرعية.
ومن البدهي أن نقول: إنَّ الإمام الشاطبي هو فارس هذا الميدان، وقد سطر من بعده الطاهر بن عاشور وعلال الفاسي بعد الدراسات القيمة أيضًا، لكن ما ينبغي التنبيه إليه أنْ إحاطة المتفقه بهذه المقاصد على الوجه المرجو لا تكون إلى بعد رسوخ قدمه في العلوم الشرعية ـ كما تقدم بيانه ـ فانتبه.
7) فهم الواقع المعاصر.
لابد للمتفقه أن يكون ملمًا بواقعه المعاصر، مدركًا للتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تحدث في زمانه، ولا يجوز له بحال من الأحوال تجاهلها، لأنَّه حينئذٍ لن يكون محيطًا بفقه الواقعة فيصعب أن ينزل النص لهذا الواقع الذي يجهله، وهنا تتخبط أقدام، والله المستعان أن يظهر في الأمة من يعوضنا من ذهب من علمائنا الأفذاذ، والذين استقامت عندهم الرؤيتان، وأن ينبت من جيل " الصحوة " علماء في شتى المجالات، حتى تتبين الأمور في ظل هذه

الصفحة 336