كتاب شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (اسم الجزء: 1)

مخففة من الثقيلة، والمعنى: أنَّه الحمد للّاه، وأنشد سيبويه للأعشى «1»:
في فتيةٍ كسيوفِ الهندِ قد علموا ... أن هالكٌ كلُّ من يَحْفَى وينتعلُ
وقرأ بعضهم: أنّ الحمد لله «2» بتشديد النون ونصب الدال، وهو خارج عن رأي الأئمة، وقرأ ابن عامر «3» ويعقوب ابن إِسحاق بن زيد بن عبد اللّاه بن أبي إِسحاق الحضرمي البصري «4»: وأنْ هذا صراطي مستقيما «5» بسكون النون.
واختلفوا في قوله تعالى: أَنْ لَعْنَةُ اللّاهِ عَلَى الظّاالِمِينَ «6» فقرأ حمزة والكسائي وابن عامر بتشديد النون ونصب التاء، وهو رأي أبي عبيد، والباقون بالتخفيف والرفع.
وأمَّا قول الله تعالى: وَالْخاامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللّاهِ عَلَيْهِ «7»، وَالْخاامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللّاهِ عَلَيْهاا «8» فقرأ نافع بالتخفيف والرفع، والباقون بالتشديد والنصب.
وتقع «أن» موقع المصدر كقول اللّاه
__________
(1) ديوانه (284)، ورواية عجزه فيه:
................ ........ ... أنْ ليسَ يدفعُ عن ذي الحيلةِ الحيَلُ
وذكر محققه رواية
«أن هالكٌ ... »
، وهو بالروايتين في شواهد سيبويه ل‍ (إِ. فيشر) انظر ص 178.
(2) وهي قراءة ابن محيصن كما في فتح القدير لشيخ الإِسلام الشوكاني 2/ 427/ ط. دار الفكر.
(3) تقدمت ترجمته.
(4) أحد القراء العشرة، كان إِمام البصرة ومقرئها، ولد فيها عام (117 هـ‍) وتوفي بها عام (205 هـ‍).
(5) سورة الأنعام 6 من الآية 153 وَأَنَّ هاذاا صِرااطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذالِكُمْ وَصّااكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ وانظر هذه القراءة وغيرها في فتح القدير (2/ 178).
(6) سورة الأعراف 7 من الآية 44 وَناادى أَصْحاابُ الْجَنَّةِ أَصْحاابَ النّاارِ أَنْ قَدْ وَجَدْناا ماا وَعَدَناا رَبُّناا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ماا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قاالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللّاهِ عَلَى الظّاالِمِينَ وانظر في قراءتها فتح القدير (2/ 207).
(7) سورة النور 24 من الآية 7 وتمامها ... إِنْ كاانَ مِنَ الْكااذِبِينَ وانظر قراءتها في فتح القدير (4/ 10).
(8) سورة النور 24 من الآية 9 وتمامها: ... إِنْ كاانَ مِنَ الصّاادِقِينَ وانظر قراءتها في فتح القدير (4/ 10).

الصفحة 113