كتاب شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (اسم الجزء: 1)
فَعَلَ، بفتح العين، يَفْعِل، بكسرها
ث
[أَبَثَ]: يقال: أَبَثَه أَبْثاً، بالثاء بثلاث نقطات، إِذا وقع فيه.
د
[أَبَدَ] بالمكان: أي أقام به.
وأَبَدَتِ الوحشُ أُبُوداً، فهي أَوَابِدُ: إِذا توحشت، قال امرؤ القيس «1»:
وقَدْ أَغْتَدِي والطَّيْرُ في وُكُنَاتِهَا ... بِمُنْجَرِدٍ قَيْدِ الأَوَابِدِ هَيْكَلِ
وفي الحديث «2»: قسم النبيّ عليه السلام مغنماً بذي الحُلَيْفَة، فندَّ بعير، فضربه رجل بسيفه أو طعنه برمح فقتله؛ فقال النبي صَلى الله عَليه وسلم: «إِنّ هذه الإِبل لها أَوابدُ كأوابد الوحش، فما ندَّ منها فاصنعوا به هكذا».
وعن ابن مسعود وعبد اللّاه بن عمر: ما ندَّ من الحيوان الذي يذكّى وامتنع عن صاحبه، فطعنه برمح أو ضربه بسيف أو رماه بسهم فذاك له ذكاة.
وهو قول مسروق بن الأجدع بن مالك الوادعي «3»، والحسن البصري، وطاووس بن كيسان
__________
(1) ديوانه (19).
(2) بلفظه من حديث طويل لرافع بن خديج في الصحيحين وغيرهما. أخرجه البخاري في الشركة، باب: قسمة الغنائم، رقم (2356) ومسلم في الأضاحي، باب: جواز الذبح بكل ما أنهر الدم، رقم (1968) وأحمد (3/ 462 - 463). وحول ما ذكر المؤلف من أقوال انظر: الشافعي (الأم): (2/ 260) وما بعدها؛ ابن حجر:
فتح الباري (في شرح نفس الحديث): (9/ 623 - 630) الشوكاني السيل الجرار (4/ 71).
(3) هو ابن فارس همدان وشاعرها الأجدع بن مالك، ومسروق هو الذي صحت هجرته وإِسلامه، وروي عنه في الطبقات، ولقب بأبي عائشة، وهو تابعي قدم المدينة في أيام أبي بكر، وسكن الكوفة، وشهد حروب علي وروي عنه في طبقات بن سعد (4/ 113)، أنه قال: كنت مع أبي موسى يوم الحَكَمَيْن وفسطاطي إِلى جانب فسطاطه، فأصبح الناس ذات يوم قد لحقوا بمعاوية من الليل، فلما أصبح أبو موسى رفع رفرف فسطاطه فقال: يا مسروق بن الأجدع، قلت: لبيك أبا موسى، قال: إِن الإِمرة ما اؤتُمِر فيها، وإِن الملك ما غُلِبَ عليه بالسيف، وذكر الهمداني مسروقاً في الإِكليل (10/ 92)، وممن ترجم له الزركلي في الأعلام وذكر قولهم عنه إِنه كان أعلم بالفتيا من شريح، وشريح أبصر منه بالقضاء.