كتاب شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (اسم الجزء: 4)
وأراح القومُ: إِذا دخلوا في الريح.
وأراح الميتُ: إِذا قضى نحبه، قال العجاج «1»:
أراح بعد الغم والتغمغم
وأراح الرجلُ: إِذا رجعت إِليه نفسهُ بعد جَهْد من عطش أو إِعياء. ويقال:
أرحْتُ على الرجل حقه: إِذا رددته عليه. وأصله من إِراحة السائمة إِلى أهلها،
وفي حديث «2» الزبير يوم الشورى: «لولا حدودٌ لله فُرِضت، وفرائضُ له حُدَّتْ، تُراح على أهلها، وتحيا لا تموت، لكان الفرارُ من الوِلاية عصمةً»
تراح على أهلها: يعني الأئمة.
وأراح اللحمُ: أي أنتن.
وأَرَحْتُ الشيءَ: أي وجدت ريحه.
وأراحه الصيدُ: لغةٌ في أَرْوَحَهُ «3».
وكان الكسائي يروي
حديث «4» النبي عليه السلام: «من قتل معاهداً لم يُرِحْ رائحة الجنة»
أي: لم يشم ريح الجنة.
ويروى يَرَحْ، بفتح الياء والراء.
د
[الإِرادة]: ضد الكراهة، وأصلها من:
راودته على كذا.
وقوله تعالى: جِدااراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ «5» أي يكاد ينقضُّ، على التشبيه بحال من يريد أن يفعل، وذلك كثير في لغة العرب، قال «6»:
يريدُ الرمحُ صدرَ أبي براءٍ ... ويرغبُ عن دماءِ بني عقيل
__________
(1) ديوانه. والتغمغم: من الغمغمة، وهي: أصوات الغريق تحت الماء.
(2) في تاريخ الطبري: (4/ 236) زيادة بعد «وتحيا لا تموت» قوله «لكان الموت من الإمارة نجاة».
(3) أي: وجد رائحة الصياد، أو: وجد رائحة الإِنسي كما في اللسان (روح) - وستأتي موضَّحة بعد قليل.
(4) أخرجه البخاري في الجزية والموادعة، باب: من قتل معاهداً بغير جرم، رقم (2995).
(5) سورة الكهف: 18/ 77 ... فَوَجَداا فِيهاا جِدااراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقاامَهُ .... وانظر في تفسيرها (فتح القدير: 3/ 303) قال: «وإسناد الإرادة إلى الجدار مجاز ... ومنه قول الراعي:
في مهمهٍ قَلِقَتْ به هاماتُها ... قَلَق الفؤوسِ إِذا أردن نصولا
(6) لم نجده.