كتاب شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (اسم الجزء: 4)

قال الفراء: هي بعيدة لأن فعل المؤنث إِذا تقدم، وكان بعده إِيجاب ذكَّرتْهُ العرب، وحكى: لم يقم إِلا هند: أي لم يقم أحد إِلا هند.
ورأى في المنام أن يفعل كذا: رؤيا.
قال الخليل: ويقولون في رأيت: رَيْتُ بالتخفيف، وهي لغةٌ، وعلى ذلك قرأ الكسائي (أَرَيْتَ) «1» و (أَرَيْتُم) «2» و (أَريتك) «3»، في جميع القرآن؛ وكذلك قرأ نافع، إِلا أنه كان يشير إِلى الألف بغير همزة فيما كان استفهاماً، والباقون بالهمز في جميع ذلك؛ ولم يختلفوا في همز ما لم يكن استفهاماً.
والمضارع من رأى: يرى بغير همز، والأصل: يرى مهموز، فحذفوا الهمزة من المضارع اختصاراً لكثرة الاستعمال، وربما جاء مهموزاً على أصله كقول الشاعر «4»:
أُرِي عينيّ ما لم يَرْأَياهُ ... كلانا عالمٌ بالتُّرَّهَاتِ
(البيت لسراقة البارقي. ومثله قول الأعلم بن جرادة السعدي:
وَمَنْ يَتَّملَّ العَيْشَ يَرْءَ ويسمع) «5»
وحكى سيبويه: راء، على القلب، مثل شاء.
وراءاه: إِذا أصاب رئته، فهو مَرْئي.
قال: من علق المرئي والمَوْتون.
وأصل رأى: رأي، قلبت الياء ألفاً لانفتاحها وانفتاح ما قبلها، ولهذا كتبه الكوفيون بالياء، واتبعهم بعض البصريين؛
__________
(1) جاءت أَرَأَيْتَ* في ستة مواضع من القرآن الكريم. انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم.
(2) جاءت أَرَأَيْتُمْ* في ثلاثة عشر موضعاً من القرآن الكريم. انظر المعجم المفهرس.
(3) جاءت أَرَأَيْتَكَ في سورة الإسراء: 17/ 62.
(4) وقد سبق البيت في بنيه.
(5) ما بين قوسين جاء في هامش في الأصل (س) وفي (ت) وفي أولهما رمز ناسخ (س) وهو (جمه‍) وليس في آخرها (صح). والشاهد من شعر الأعلم ورد في الصحاح: (6/ 2348) واللسان (رأى) وروايته: « .. يَتمل الدهر» وصدر البيت:
ألَمْ تَرَ ما لاقيتُ والدَّهرِّ أعْصُرٌ

الصفحة 2724