كتاب شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (اسم الجزء: 1)

معلوم، فلا تزالُ الكواكِبُ تدورُ في أَفْلاكِها في جَوْفِ هذا الفَلَكِ الأَعْظَمِ إِلى أن تجتَمِعَ كلُّها في أوَّلِ دَقيقةٍ من الحَمَل، فيكونُ ذلكَ آخرَ عُمُرِ الدُّنيا، وهو فَناؤُها وانْقِضاؤُها. ويكونُ ذلكَ من عَدَدِ الأيْامِ ألفَ ألف ألف ألف يومٍ، وخمسمائةَ ألْفِ ألْفِ ألْفِ يوم، وسبْعةً وسَبْعينَ ألفَ ألف ألف يومٍ، وتسعمائةَ ألْفِ ألفِ يوم، وستةَ عشرَ ألفَ ألفِ يومٍ، وأربعمائةَ ألفِ يومٍ، وخمسينَ ألْفِ يَوْمٍ. ويكونُ ذلكَ منَ السنين على قَوْلِ علماءِ الهنْدِ أربعمائةَ ألفِ ألفِ سنةٍ، واثنتينِ وثلاثينَ ألفِ ألفِ سنةٍ، وثلاثمائةَ ألفِ سنةٍ وخمسة وخَمْسِينَ أَلْفَ سنةٍ، وسبعمائةٍ وسَبْعاً وستّينَ سنةً، وخمسةً وأرْبعينَ يوماً، على أنّ السنةَ ثلاثُمائةٍ [وخمسةٌ] «1» وسِتّون يَوْماً.
قالُوا: والَذي مَضى من السِّنينِ إِلى سنَةِ مائتينِ وسَبْعٍ وستِّينَ من الهِجْرَةِ أقلُّ من نصْفِ هذا الدَّوْر. فإِذا اجتمعتِ الكَوَاكِبُ في أوَّلِ دقيقةٍ من الحَمَلِ بسَيْرِها المعلُوم لها، وهو أنَّ للشَمْسِ تِسْعاً وخَمْسِينَ دقيقةً في اليَوْمِ والليلةِ؛ وللقَمَرِ ثلاثَ عشرةَ درَجةً وعَشْرُ دَقائق، ولزُحَلَ دَقيقتان «2»، وللمُشْتَرِي خَمْسُ دَقَائِق، وللمِرّيخ إِحدَى وثَلاثون دقيقةً، وللزُّهْرَةِ درَجةٌ وسِتٌّ وثلاثون دَقيقَةً، ولعُطارِدَ أَرْبعُ دَرَجاتٍ وعَشْرُ دقائق. فهي تسيرُ في هذا الفَلَكِ على اخْتلافِ سَيْرها، ولا تَجْتَمعُ إِلا عن هذه المدَّة التي وَصَفْنا إِن شاءَ اللّاهُ عزَّ وجَلَّ. فإِذَا أرَدْنَا «3» أن نعرف حَقيقةَ الدَّوْرِ ضَربنا مَسيرَ كُلّ كَوكَبٍ من هذه الكَواكب
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقطت من الأصل (س) (ب)، وهي في (نش) و (ت) و (ل 2) و (ل 3) فاعتمدناها لأنها الصواب. أما في (صن) فجاءت: «على أن السنة ثلاثمائة وخمسة وخمسون يوماً» وهو خطأ واضح.
(2) كذا جاءت على الرفع في الأصل (س) و (نش) و (ب) فاعتمدناه ولم نعتمد العطف على: «تسعاً وخمسين دقيقة» التي سبقت لأن المؤلف اعتمد رفع كل ما جاء بعدها على استئناف الكلام وليس على العطف، أما في (ت) و (ل 2) و (ل 3) و (صن) فجاءت «دقيقتين» منصوبة وبقيت الأخريات بعدها فيها على الرفع.
(3) جاءت في الأصل (س) وحدها: «فإِذا أردت أن تعرف»، وما أثبتناه اجتمعت عليه سائر النسخ الأخرى فاعتمدناه لاتفاقه مع السياق.

الصفحة 40