كتاب شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (اسم الجزء: 8)
يزيد: هو إخبار عن الهيئة: أي صارتا في هيئة من قال (كما قال «1»:
امتلأَ الحوضُ وقال: قَطْني
واختلفوا في قوله تعالى: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ «2» فقيل: هو كالأول، وهو في لغة العرب جائز. والمعنى أن جهنم امتلأت حتى لا مزيد) «3» قال:
وقالت له العينان سمعا وطاعة ... وحدَّرتا كالدر لما يُثقَّب
(وقيل: الخطاب متوجه إلى خزنة جهنم والجواب منهم. وقيل: بل الخطاب لأهل النار وكل ذلك على التوسع جائز كقوله تعالى: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنّاا فِيهاا وَالْعِيرَ «4» ونحوهما.
وبنو سليم يُجرون القول مجرى الظن فينصبون به، حكى ذلك سيبويه، قال:
ويلزم على مذهبهم فتح «إنَّ» بعد القول، فأما سائر العرب فيُجرون القول في الاستفهام مجرى الظن فيقولون:
أتقول زيدا قائما، بالنصب، ومتى تقول عمرا سائرا، لأن الغرض الظن وليس الغرض الاستفهام عن أن تقول: زيد قائم وعمرو سائر. فلو كان كذلك لم يجز إلا الرفع، ولا يجرون قال وقلت وتقول مجرى الظن، وأنشد سيبويه «5»:
متى تقول القُلُصَ الرواسما ... يُدْنين أمَّ قَاسِمٍ وقَاسِما) «6»
__________
(1) أنشده في إصلاح المنطق: (57) واللسان (قطن) والبيت الآخر:
«سَلًّا رويدا قد ملأت بطني»
وهو غير منسوب. ورواية البيت في الكامل للمبرد: (2/ 91).
«قد خنق الحوض وقال: قطني ... »
(2) ق: 50/ 30.
(3) ما بين القوسين ليس في (ل 1)، والشاهد دون عزو في اللسان (قول).
(4) يوسف: 12/ 82 وانظر كتاب سيبويه: (1/ 212).
(5) انظر سيبويه: (1/ 212؛ 3/ 143؛ 3/ 175)؛ ونسب اللسان: (قول) الشاهد لهدبة بن خشرم وقال:
«فنصب القُلص كما ينصب بالظن».
(6) ما بين قوسين ساقط من (ل 1).