كتاب شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (اسم الجزء: 1)

وحَوْض وحياض، وسَوْط وسياط، والأصل: ثِوَاب، وحِواض، وسِواط، فقُلبتِ الواو ياء لِثقَلِ الجمع، وضَعفِها في الواحد، وانكسار ما قبلها، والألف المشابهة للياء بعدها، وصحة اللّام، لا بدَّ في إِعلالها، وإِبدالِها في هذه الشَّواهد.
فإِن تركت الواو في الواحد صحّت في الجمع، نحو: طويل، وطِوال، وقويم، وقِوَام. وربما قلبت في الجمع ياء، وهو شاذ، قال الشاعر «1»:
تَبَيَّنَ لِي أَنَّ القَمَاءَةَ ذِلَّةٌ ... وأَنَّ أعِزَّاءَ الرِّجَالِ طِيالُها
وقد يجوزُ إِبدال الياء من الواو [فيقال] «2» في صُوَّم: صُيِّم، وفي: قُوَّم: قُيَّم، وفي: صُوَّام: صُيَّام، وفي: نُوَّام: نُيَّام، قالَ ذو الرُّمة «3»:
أَلَا طَرقَتْنَا مَيَّةُ ابنةُ مُنْذِرٍ ... فما أَرَّقَ النُّيَّامَ إِلّا سَلَامُهَا
__________
(1) البيت لأُنيف بن حكيم النبهاني الطائي كما في الكامل: (21 - 122) والرواية فيه:
«وأن أشداء الرجال .. »
وفي حماسة أبي تمام: (1/ 48 - 49) بشرح التبريزي، عشرة أبيات على هذا الوزن والروي لأنيف بن زبان الطائي وليس البيت فيها، والبيت في اللسان (طول) وفي الحور العين (125) دون عزو.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) ديوانه بشرح أبي نصر الباهلي ورواية أبي العباس ثعلب وتحقيق الدكتور عبد القدوس أبو صالح ط. مجمع اللغة العربية بدمشق، وروايته:
ألا خيْلت ميَ قد نام صحبتي ... فما نفّر التهويم إِلا سلامُها
وقال محققه: «وفي المخصص والتصريف والمنِصف وشرح المفصل رواية مُلفَّقة لهذا البيت، وهي:
ألا طرقتْنا مَيَّةُ ابنةُ مُنْذِرٍ ... فما أَرَّقَ النُّيَّامَ إِلّا سلامُها»
وانظر خزانة الأدب لعبد القادر بن عمر البغدادي (3/ 419).

الصفحة 60