كتاب شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (اسم الجزء: 9)
المنقلبة عن الياء في الثلاثي نحو طاب وغاب وسعى ومضى في الأفعال، ونابٍ وعاب للعيب وحصىً وحمىً في الأسماء، فإِن كانت الألف منقلبة عن الواو نحو قفاً وعصاً ومالٍ وحالٍ في الأسماء لم تجز الإِمالة. وكذلك في الأفعال نحو جاد وساد وعدا وغدا. وقد جُوزت في بعض الأفعال لكسرة فاء الفعل في بعض الأحوال نحو خاف، لأنه يقال: خفت، ونحو مات على لغة من يقول: مِت بكسر الميم. فأما على لغة من يقول: مُت بالضم فلا تجوز الإِمالة.
واعلم أن الألف المقصورة إِذا كانت آخر الاسم والفعل رابعة أو خامسة أو أكثر من ذلك جازت الإِمالة سواء كانت الألف منقلبة عن ياء أو واو وكانت زائدة، نحو مرمىً ومعزىً وحبلى وحبارى وحبنطى وأعلى واستعلى، لأنها ترجع إِلى الياء فتقول: مرميان ومغزيان وحبليان وحباريان وحبنطيان وأعليت واستعليت.
واعلم أن حروف الاستعلاء وهي سبعة: «قظ ضغط خص» تمنع الإِمالة في الأسماء على بعض الوجوه دون الأفعال فلا تمنع الإِمالة فيها، فإِذا كانت هذه الحروف قبل الألف مضمومة أو مفتوحةً منعت الإِمالة، نحو ظالم وغلام وعُقاب، فإِن كانت مكسورة قبل الألف جازت الإِمالة نحو ضعاف وخفاف، ولو كانت المستعلية بعد الكسرة لم تجز الإِمالة نحو عِقاب، فإِن كانت المستعلية بعد الألف لم تجز الإِمالة نحو حاصد وفاضل، فإِن كانت بعد الألف راءٌ مكسورة جازت الإِمالة، ولم يكن للمستعلية منع، نحو ضارب وطارد، وكذلك إِن كان بين الألف والراء حرف مكسور والراء مخفوضة كقوله تعالى: أَلَيْسَ ذالِكَ بِقاادِرٍ «1» وقد أمالوا الألف التي بعدها
__________
(1) القيامة: 75/ 40.