كتاب شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (اسم الجزء: 11)
والوجه: مستقبل كل شيء. قال اللّاه تعالى: وَجْهَ النَّهاارِ «1».
والوجه أيضاً: عبارة عن ذات الشيء.
قال اللّاه تعالى: وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ «2» وقال تعالى: كُلُّ شَيْءٍ هاالِكٌ إِلّاا وَجْهَهُ «3» ومن ذلك قول المصلي:
«وَجَّهْتُ وجهي» أي: ذاتي خالصة للّاه.
قال عز وجل حاكياً عن إِبراهيم: إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ «4».
وقيل: الوجه: العمل: أي وجهتُ عملي. ومن ذلك قوله تعالى: كُلُّ شَيْءٍ هاالِكٌ إِلّاا وَجْهَهُ «3» أي: العمل الذي يتوجه به إليه. ومنه قول الشاعر «5»:
أستغفر اللّاهَ ذنباً لستُ مُحْصيَه ... ربَّ العباد إِليه الوجه والعملُ
وقوله تعالى: فَأَيْنَماا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّاهِ «6».
قال ابن عباس: أي فَثَمَّ اللّاه، والوجه عبارة عنه تعالى.
وقال الفراء: أي فثمَّ الوجهُ والعمل للّاه. وقيل: معناه فثَمَّ رضي اللّاه كما قال تعالى: إِنَّماا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّاهِ «7» أي: لرضى اللّاه.
والوجه: الصورة عند أهل العلم بالنجوم، وهو عُشْر درج من كل بُرْجٍ لكل كوكب من الكواكب السبعة يقال
__________
(1) آل عمران: 3/ 72.
(2) الرحمن: 55/ 27.
(3) القصص: 28/ 88 لاا اله إِلّاا هُوَ، كُلُّ شَيْءٍ هاالِكٌ إِلّاا وَجْهَهُ.
(4) الأنعام: 6/ 79 وتمامها: إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمااوااتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً.
(5) البيت غير منسوب في المقاييس: (6/ 89)؛ وهو من أبيات سيبويه الخمسين، التي لا يعرف قائلها سيبويه: (1/ 17).
(6) البقرة: 2/ 115 وَلِلّاهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ....
(7) الإنسان: 76/ 9 وتمامها: إِنَّماا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّاهِ، لاا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزااءً وَلاا شُكُوراً.