كتاب شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (اسم الجزء: 1)
وأصْلُه: بَخٍّ، بتَشْدِيدِ الخاء، قال رُؤْبَة «1»:
في حَسَبٍ بَخٍّ وعِزٍّ أَقْعَسَا
حَذْفُ النُّون:
حُذفَتِ النُّونُ في قولِهم: إِنْ زيداً لَمُنْطَلِقٌ، بالتّخفيف، والأصلُ: إنَّ زيداً لمنطلق.
وحذفَتْ من قولهم: مُذْ، وأصله مُنْذُ، لأنّكَ لو سمَّيْتَ رجلًا ب «مُذْ» وجمعتَه لقلت: أَمْنَاذٌ؛ ولو صَغَّرتَه لقلت: مُنَيْذٌ.
حَذْفُ الفَاء:
حُذِفَتِ الفَاء من قولهم: أُفْ، بالتَّخْفيفِ، وأَصلُها بالتَّشْديد. وفيها تِسعُ لُغاتٍ قد ذُكِرَتْ في بابِها.
وحُكي عن «2» أحمدَ بنِ يَحْيَى ثَعْلب أنه يقال: سَوْ أَفعلُ، بحذْفِ الفاءِ من سَوْفَ.
حَذْفُ الهَاء:
حُذِفَتِ الهاءُ في قولهم شَفَةٌ، والأصْلُ: شَفْهَةٌ، لأنّ الجمعَ: شِفَاهٌ، والتّصغير: شُفَيْهَةٌ؛ ولقولهم: «شَافَهْت فُلاناً شِفَاهاً ومُشَافهَةً».
__________
(1) ليس في ديوانه، وصحة نسبته أنه لأبيه العجاج ديوانه: 1/ 203 وروايته فيه حسب سياقه:
وعدداً بخّاً وعزّاً أقعسا
قال محققه د. عبد الحفيظ السطلي: «في أساس البلاغة، وكتاب سيبويه، وتحصيل عين الذهب، والتصريف الملوكي:
(في حسبٍ بخٍّ وعزٍّ أقعسا)
. (2) انظر شرح الملوكي: (437). وثعلب: اسمه أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيباني بالولاء، اشتهر بثعلب، إِمام الكوفيين في النحو واللغة، وكان من رواة الشعر محدثاً حافظاً ثقة حجة، ولد في بغداد سنة: (200 هـ816 م) وتوفي فيها سنة: (291 هـ904 م) (تذكرة الحفاظ: 2/ 214 ووفيات الأعيان: 1/ 30).