كتاب شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (اسم الجزء: 2)
ومِثْقال الشيء: مثله، قال اللّاه تعالى:
إِنَّهاا إِنْ تَكُ مِثْقاالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ «1» قرأ نافع برفع اللام والباقون بالنصب. قال أبو حاتم: القراءة بالرفع بعيدة، لأن مثقالًا مذكر، فلا يجوز رفعه إِلا بالياء. وقال غيره: هو جائز على المعنى، لأن المعنى: إِن تك حبة من خردل. قال الفراء: هو كقوله «2»:
وتَشْرَقُ بِالقَوْلِ الَّذي قَدْ أَذَعْتَهُ ... كَمَا شَرِقَتْ صَدْرُ القَنَاةِ مِن الدَّم
وفي الحديث «3» عن النبي عليه السلام: «ليس فيما دون عشرين مِثْقالًا من الذَّهَب زكاةٌ»
وبهذا الخبر قال جمهور الفقهاء.
ويروى عن الحسن: لا زكاة فيما دون أربعين مثقالًا.
وعن عطاء وطاوس والزّهري: من ملك خمسة عشر ديناراً قيمتها مائتا درهم ففيها ربع العشر
مُفَعِّل، بكسر العين مشددة
ب
[المُثَقِّب] «4»: لقب شاعر من عبد القيس، لُقِّبَ بذلك لقوله:
... وثَقَّبْنَ الوَصَاوِصَ لِلْعُيُونِ
__________
(1) سورة لقمان 31 من الآية 16، وانظر قراءتها في فتح القدير (4/ 239). وأثبت الإِمام الشوكاني قراءة نافع.
(2) البيت للأعشى، ديوانه (349) ط. دار الكتاب.
(3) أخرج هذا الحديث بهذا اللفظ أو بمعناه أبو داود في الزكاة، باب: ما تجب فيه الزكاة، رقم (1558) وابن ماجه في الزكاة، باب: زكاة الوَرِق والذهب، رقم (1791) ومالك في الموطأ (1/ 245 وما بعدها) والإِمام زيد في مسنده (170) وبه قول الفقهاء انظر الأم للشافعي (2/ 42 و 43) والبحر الزخار للمرتضى (2/ 148) والسيل الجرار للشوكاني (2/ 18 وما بعدها).
(4) المثقِّب العبدي: شاعر جاهلي من الفحول (ت نحو 35 ق هـ) انظر ترجمته في الشعر والشعراء (233 - 335) ومعجم الشعراء للمرزباني (303)، وطبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي (271 - 274)، والشاهد عجز بيت له من نونيته المشهورة، وصدره:
ظَهرنَ بِكِلِّةٍ وسَدَلْنَ أُخْرى