كتاب شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (اسم الجزء: 1)

ولو قال الشاعر: «جزى ربُّنا عني»، وقال المأرِبي: «حياءُ من قد جاعا» لَسَلِمَا من الخطأ واللحن.
وإِن اتصل بمنصوب أو مخفوض جاز، كقول الآخر «1»:
ونَادَى ابْنَهُ نُوحٌ أَلا ارْكَبْ فَإِنَّنِي ... دَعَوْتُكَ لَمَّا أَقْبَلَ الماءُ طَاغِيَا
وفي المخفوض، كقولهم: «في بَيْتِهِ يُؤْتَى الحَكَم» «2».
والمُضْمَرُ المنْفصِلُ على ثلاثة:
منْفَصِلٍ لا يجوزُ فيه إِلا الرفع، نحو: أنا، وأنت، وأنتُما، وأنْتُنَّ، وأنتم، ونَحْنُ.
[ومُنْفَصِلٍ يجوزُ فيه الرفعُ والنّصبُ والخفضُ، نحو] «3»: هو، وهُما، وهمْ، وهُنَّ.
ومُنْفَصلٍ لا يجوز فيه إِلا النصبُ، نحو: إِيّاك، وإِيايَ، وإِيّاكُما، وإِيّاكمْ، وإِياكُنَّ.
__________
(1) هو أمية بن أبي الصلت عبد اللّاه بن أبي ربيعة الثقفي، شاعر جاهلي حكيم، حرم على نفسه الخمر ونَبذَ الأوثان، توفي في الطائف سنة: (5 هـ‍626 م). (الشعر والشعراء: 279، الأغاني: 4/ 120 - 133) والبيت رابع أبيات خمسة أوردها الهمداني في الإِكليل: (1/ 124).
(2) مثل مشهور. انظر مجمع الأمثال (2/ 72) وأمثال أبي عبيد (54).
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل (س) وتابعتها في السقط: (ب). واستدركناه من (صن) و (نش) و (ل 2) و (ل 3). أما في (ث) فجاء الكلام فيها ناقصاً مضطرباً على هذا النحو: «متصل لا يجوز فيه إِلا الرفع نحو: أنا، وأنت، وأنتما، وأنتن، وأنتم، ونحن؛ ومنفصل يجوز فيه الرفع والنصب، نحو: إِياي، وإِياك، وإِياكما، وإِياكم، وإِياكن» وقد انفردت الأصل (س) و (ب) بذكر الضمير: (هو).

الصفحة 92