كتاب شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (اسم الجزء: 1)
فَصْل في مصادِرِ الأَفْعال
أما «فَعَل» بفَتْح العَيْن منَ الماضِي فمستَقْبَلُهُ على ثلاثةِ أَضْرُب:
«فَعَل يَفْعُلُ»، مثل: قَتَل يَقْتُل قَتْلًا، وخَرَجَ [يَخرُج] «1» خُروجاً؛
و «فَعَل يَفْعِل»، مثل: ضَرَب يضرِبُ ضَرْباً، وجَلَس يجلِس جلُوساً.
و «فَعَلَ يَفْعَل»، مثلُ: مَنَع يَمْنَع مَنْعاً وخَضَع يخْضَع خُضوعاً.
إِلا أنّ مفتوحَ العَيْنِ في الماضِي والمُسْتَقبل لا يصِحُّ إِلا بعلَّةٍ تلْحَقُه وشَرْطٍ يلزَمُه، وهوَ أن يكونَ في موضِع العَيْن أو اللَّامِ منه حَرْفٌ من حُروفِ الحَلْق، وهي: الهَمْزَةُ، والهَاءُ، والعَيْن، والحَاءُ، والغَيْن، والخاء «2». إِلا حرفاً واحِداً، وهو قولهم: أَبَى يَأْبَى، وزادَ أبُو عَمروٍ «3»: رَكَنَ يَرْكَن. وزادَ بعضُهم: قَلَى يَقْلَى: إِذا أبغض. وطيّئٌ تُجيزُ ذلكَ فيما خَلا من حُروفِ الحَلْقِ في لُغَتِهم. فيقولونَ: فَنَى يَفْنَى، وبَقَى يَبْقَى، وما شاكَلَ ذلك.
والمصْدَرُ السّالِمُ من جميعِ هذه الأَفْعالِ الثّلاثة على: «الفَعْل» بفَتْحِ الفَاءِ وسُكونِ العَيْن أو «الفُعُول» بضَمّ الفَاءِ والعَيْن: «الفَعْل» للمتعدّي، و «الفُعُول» للّازم. وقد يَجْتَمِعان معاً، وقد يُبْدَلُ بعْضُهما منَ الآخرَ.
__________
(1) ساقطة من (س) و (ت) و (ب) و (نش) و (صن) و (ل 3) وأضفناها من (ل 2).
(2) كذا في (س) و (ب) وبقية النسخ جعلت الهمزة آخرهن.،
(3) أبو عمرو: ابن العلاء: زبان بن عمار التميمي المازني البصري، من أئمة اللغة والأدب، وأحد القراء السبعة، ولد بمكة سنة: (70 هـ154 م) ونشأ بالبصرة ومات بالكوفة سنة: (154 هـ771 م). (الوفيات: 1/ 386، غاية النهاية: 1/ 288).