كتاب فقه الواقع - الألباني
مسألة (فقه الواقع) :
ولقد أثيرت أثناء تلك الفتنة العمياء الصماء البكماء مسائل شتى فقهية ومنهجية ودعوية وكان لنا حينها أجوبة علمية عليها بحمد الله سبحانه ومنته
ومن المسائل التي أعقبت تلك الفتنة وكثر الخوض فيها: ما اصطلح (البعض) على تسميته ب (فقه الواقع)
وأنا لا أخالف في صورة هذا العلم الذي ابتدعوا له هذا الاسم ألا وهو (فقه الواقع) لأن كثيرا من العلماء قد نصوا على أنه ينبغي على من يتولون توجيه الأمة ووضع الأجوبة لحل مشاكلهم: أن يكونوا عالمين وعارفين بواقعهم لذلك كان من مشهور كلماتهم: (الحكم على الشيء فرع عن تصوره) ولا يتحقق ذلك إلا بمعرفة (الواقع) المحيط بالمسألة المراد بحثها وهذا من قواعد الفتيا بخاصة وأصول العلم بعامة
ففقه الواقع إذا هو الوقوف على ما يهم المسلمين مما يتعلق بشؤونهم أو كيد أعدائهم لتحذيرهم والنهوض بهم واقعيا لا كلاما نظريا [أما الكلام (النظري) الذي ليس له من (يتبناه) عملا ويخرجه إلى حيز (الواقع) فعلا] أو انشغالا بأخبار الكفار وأنبائهم. . . أو إغراقا بتحليلاتهم وأفكارهم
الصفحة 5
54