كتاب التدرج في دعوة النبي

لكن لا بأس أن يظهر الداعية في تعامله مع المشرك ما يجذبه إلى الإسلام، مثل زيارة الجار المشرك، والإحسان إليه، والإهداء إليه، أو معاملته بالأخلاق الفاضلة، والمعاملة الحسنة، وفي هذا يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز: " ولكن لو أن إنسانًا رأى، أو داعية من الدعاة رأى أن يدعوه إلى حضور مجالس العلماء لعله ينشرح صدره، أو يدعوه إلى بر الوالدين، وصلة الأرحام، ويقول له: إن الإسلام جاء بهذا، لعله يميل إلى الإسلام فلا بأس عليه " (¬1) .
ثانيا: التدرج في الدعوة إلى الشريعة: لا شك أن الشريعة الإسلامية جاءت على أساس مراعاة مصالح الناس، ودفع المفاسد عنهم (¬2) فاقتضت هذه المراعاة التدرج في الدعوة إلى هذه الشريعة، يقول فضيلة الشيخ صالح الفوزان: " هذا التدرج باق عند الحاجة إليه، ولا شك أن الشارع تدرج في تشريع الأحكام رحمة بالناس، وترغيبا لهم في القبول، ومن ذلك تدرجه في شريعة الصيام، وتدرجه في تحريم الخمر، وذلك من أجل الرحمة بالناس وعدم المشقة عليهم، وهذا التدرج مطلوب عند الحاجة إليه في كل زمان " (¬3) .
فالقاعدة إذًا في الدعوة إلى الشريعة مراعاة حال الدعوة والمدعو زمانًا ومكانًا، فإذا كان المدعو مسلما فإن المصلحة تقتضي إلزامه بأحكام
¬_________
(¬1) مقابلة علمية مع فضيلته في يوم الجمعة الموافق 29 / 4 / 1414هـ مسجلة في شريط محفوظ لدي.
(¬2) انظر: د. عبد الكريم زيدان، المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية ص 93.
(¬3) مقابلة علمية مع فضيلته يوم الجمعة الموافق 7 / 5 / 1414هـ مسجلة في شريط محفوظ لدي.

الصفحة 142