كتاب التدرج في دعوة النبي
[المقدمة]
المقدمة إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، الذي بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، وجاهد في الله حق جهاده حتى تركنا على المحجّة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، وعلى آله وصحبه وأتباعه، ومن اهتدى بهديه وتمسك بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن الدعوة إلى الله تعالى هي وظيفة الرسل جميعا، ومن أجلها بعثهم الله تعالى إلى الناس، فكلهم بلا استثناء دعوا أقوامهم ومن أرسلوا إليهم إلى الإيمان بالله، وإفراده بالعبادة على النحو الذي شرعه لهم، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36] (¬1) .
فرسل الله هم الدعاة، وقد اختارهم الله لحمل دعوته وتبليغها، وقد ختم الله الرسالات بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله داعيا إلى الحق ورحمة للعالمين، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا - وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: 45 - 46] (¬2) .
¬_________
(¬1) سورة النحل، الآية: 36.
(¬2) سورة الأحزاب، الآيتان: 45، 46.
الصفحة 9
168