كتاب المكافأة وحسن العقبى

#10#
كافأت عارفتي؛ انصرف مصاحباً)). فعرض عليه ما معه من المال؛ فقال: ((ما بي إليه حاجةٌ!))، فأكب على رأسه ورجليه يقبلها ويبكي؛ فأبكى جماعتنا.
فلما دخلت على أحمد بن طولون شافهته من خبر العمري بما سره؛ وعرضت عليه النجب؛ فقال: ((حسنة والله))؛ فقلت: ((معي أيها الأمير ما هو أحسن من هذا)). وحدثته الحديث. فأحضر الأعرابي وخلع عليه وأثبته في ديوانه، وأمرني بإنفاذ رسولي معه في الأعرابي الآخر، فلما وافى خلع عليه وأثبته. فلم يزالا في خاصته إلى وفاته.
4 - وحدثني موسى بن مصلح المعروف بأبي مصلح -وكان هذا من الثقات عند أحمد بن طولون-.
أن أحمد كان يراعي أمر المحبوس حتى يمضي له حولٌ، فإذا جازه لم يذكره. وكان يقول لي سراً: ((إذا تبينت من رجلٍ براءة ساحة فسهل عليه واستأمرني؛ فإني أستعمل التشدد للضرورة إليه)).
قال موسى بن مصلح: ((وكان في الحبس رجل قد زاد على سنتين منقطعاً إلى الله برغبته؛ لا يسألنا شيئاً من أمره؛ وهو يكب على الصلاة والتسبيح والتضرع إلى الله.
فقلت له يوماً: ((الناس يضطربون في أمورهم؛ ويسألوني إطلاق الرقعة إلى ذوي عناياتهم؛ وأنت خارجٌ عن جملتهم؟))، فجزَّاني خيراً. ورق قلبي عليه وكبر في نفسي محله، فخلوت به وقلت له: ((لو استجزت إطلاقك بغير إذن لفعلت؛ ولكن استعن بي في أمرك)). فقال: ((والله ما أعرف في هذا البلد

الصفحة 10