#102#
لحقه من تعسف هذين الرجلين، فنزلت هذا القول لأرد به الإصغار عنه))، فصلحت حاله، ورجع إلى أفضل ما كان عليه)).
66 - وحدثني [أبو كامل] شجاع بن أسلم الحاسب أيضاً، قال:
((كان محمد وأحمد ابنا شاكر -في أيام المتوكل- يكيدان كل من ذكر [بالتقدم] في معرفةٍ. فأشخصا سند بن علي إلى مدينة السلام وباعداه عن المتوكل. ودبرا على الكندي حتى ضربه المتوكل، ووجها إلى داره فأخذا كتبه بأسرها، فأفرداها في خزانة سميت الكندية، ومكن هذا لهما استهتار المتوكل بالآلات المتحركة.
وتقدم إليهما في حفر النهر المعروف بالجعفري، فأسندا أمره إلى أحمد بن كثير الفرغاني -الذي عمل المقياس الجديد بمصر، وكانت معرفته أوفى من توفيقه، لأنه ما تم له عمل قط -فغلط في فوهة النهر وجعلها أخفض من سائره، فصار ما يغمر الفوهة لا يغمر سائره، فدافع محمد وأحمد ابنا شاكر في أمره. واقتضاهما المتوكل، فسعي بهما إليه فيه. فأنفذ مستحثًّا في إحضار سند بن علي من مدينة السلام، فوافى.
فلما تحقق محمد وأحمد ابنا شاكر أن سنداً قد شخص، أيقنا بالهلكة ويئسا من روح الحياة.
فدعا المتوكل سنداً وقال [له]: ما ترك هذان الرديئان شيئاً من سوء القول إلا وقد ذكراك عندي به، وقد أتلفا جملةً من مالي في هذا النهر، فاخرج إليه حتى تتأمله وتخبرني بالغلط فيه، فإني قد آليت على نفسي -إن كان الأمر على