كتاب المكافأة وحسن العقبى

#103#
ما وصف- أن أصلبهما على شاطئه)). وكل هذا بعين محمدٍ وأحمد وسمعهما، فخرج وهما معه.
((فقال محمد [بن موسى لسند]: يا أبا أحمد ((إن قدرة الحر تذهب حفيظته، وقد فزعنا إليك في أنفسنا التي هي أنفس أعلاقنا، وما ننكر أنا قد أسأنا، والاعتراف يهدم الاقتراف، فتخلصنا كيف شئت)).
قال لهما: ((أنتما تعلمان ما بيني وبين الكندي من العداوة والمباعدة، ولكن الحق أولى ما اتبع. أكان من الجميل ما أتيتما إليه في أخذ كتبه؟ والله لا ذكرتكما [بصالحةٍ] حتى ترداها عليه!)). فتقدم محمد بن شاكر في حمل الكتب إليه، وأخذ خطه باستيفائها. فوردت رقعة الكندي أنه تسلمها عن آخرها، فقال لهما: ((قد وجب لكما علي ذمامٌ برد كتب هذا الرجل، ولكما علي ذمامٌ بالمعرفة التي لم ترعياها في؛ والخطأ في هذا النهر يستتر مدة أربعة أشهرٍ بزيادة دجلة، وقد أجمع الحساب على أن أمير المؤمنين لا يبلغ هذا المدى، وأنا أخبره الساعة أنه لم يقع خطأ في النهر إبقاءً على أرواحكما، فإن صدق المنجمون أفلتنا الثلاثة، وإن كذبوا -وجازت مدته حتى تنقص دجلة وينضب النهر- أوقع بنا ثلاثتنا)).
((فشكر محمد وأحمد هذا القول منه، واستتر الأمر واسترقهما به، ودخل إلى المتوكل فقال [له]: ((ما غلطا))، وزادت دجلة، وأجرى الماء فيه، واستتر حال النهر، وقتل المتوكل بعد شهر [ين] من إجرائه. وسلم محمد وأحمد بعد شدة الخوف مما توقعا)).

الصفحة 103